مروان قبلان: إسرائيل تستغل الفوضى السورية·· والحل يبدأ من الداخل بمبادرة إنقاذ وطني
مروان قبلان: إسرائيل تستغل الفوضى السورية:وسط تصاعد التوترات في السويداء ومحيطها، حذّر الباحث السوري الدكتور مروان قبلان من أن البلاد تواجه أخطر مرحلة في تاريخها الحديث، مشيرًا إلى أن الأزمة ليست مجرد اضطرابات محلية، بل نتيجة مباشرة لفشل سياسي عميق يهدد بتفكك الدولة السورية إلى كيانات طائفية متناحرة، ما لم يتم التحرك العاجل لاحتواء الأزمة عبر حل سياسي شامل·
“الأمن لا يكفي·· ولا بد من اعتراف بالأزمة”
أكد قبلان أن الحلول الأمنية والعسكرية لم تعد تجدي، وأن السبيل الحقيقي لإنقاذ البلاد هو الاعتراف بوجود أزمة سياسية حقيقية، داعيًا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى اتخاذ قرارات تاريخية تُجنّب سوريا خطر الانهيار الكامل·
وأشار إلى أن عودة الدولة الموحدة ممكنة فقط من خلال إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع السوري، وفتح مسار سياسي واضح يعيد للسوريين إيمانهم بالدولة، ويمنع استغلال الانقسام من قبل أطراف خارجية، خصوصًا إسرائيل·
خارطة طريق: من الحوار إلى الدولة
واقترح قبلان ما سماه “مؤتمر الإنقاذ الوطني” بوصفه حجر الأساس لأي حل شامل، موضحًا أنه يجب أن ينطلق من مجموعة خطوات:
وقف شامل لإطلاق النار بين جميع الأطراف، ووقف التحريض الطائفي والإعلامي·
إجراءات بناء ثقة تبدأ بعقد مؤتمر حقيقي لا شكلي، يضم ممثلين عن كل مكونات الشعب السوري·
تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة الرئيس الشرع، تضم شخصيات وطنية تمثّل شرائح المجتمع السوري، بعيدًا عن المحاصصة الطائفية·
صياغة دستور جديد من خلال لجنة موسعة، تضع الأسس لدولة مدنية تعددية قائمة على التوافق الوطني·
تحديات أمام المبادرة
وحذّر قبلان من عدة مخاطر قد تُفشل أي مسار إصلاحي:
غياب العدالة الانتقالية، ما يدفع الناس إلى الانتقام والاقتتال الأهلي·
عدم ضبط القوات الحكومية في المناطق التي تدخلها، خاصة في الساحل والسويداء·
الفراغ الأمني وتدخل إسرائيل التي تحاول استغلال الفوضى لتقديم نفسها كـ”حامية للدروز”، ما يعمّق الانقسام ويفتح الباب لتدخلات خارجية·
شبح الوصاية الدولية، إذ يرى أن استمرار الفوضى قد يدفع المجتمع الدولي لفرض وصاية، ويُفقد السوريين حقهم في تقرير مصيرهم·
الدخول إلى السويداء·· باتفاق لا بالقوة
فيما يتعلق بمحافظة السويداء، أكد قبلان أن عودة قوى الأمن إليها ضرورية لحفظ النظام، لكن بشرط أن تتم هذه العودة في إطار اتفاق سياسي واضح يضمن عدم تكرار الانتهاكات السابقة، ويجعل من الدولة جهة مرحّب بها لا مصدرًا للخوف·
الدعوة إلى العقلانية
اختتم قبلان مداخلته بالتأكيد على أن السوريين ما زالوا قادرين على تدارك الانهيار، إذا اختاروا الحوار والعقلانية بدلًا من التخوين والعنف، مؤكدًا أن السوريين بتنوعهم وتاريخهم العريق، يمكنهم بناء دولة عادلة وحديثة إن امتلكوا الإرادة لذلك·
إقراء ايضا:
وزير إسرائيلي يدعو لاغتيال الرئيس السوري وسط تصعيد جنوب البلاد
البيت الأبيض: جهود تسوية الأزمة السورية لا تزال مستمرة
شهادات مروعة للبدو في السويداء.. ناجون يروون لحظاتهم الأخيرة في السويداء
اتحاد غرف التجارة السورية: لا صحة لبيان مقاطعة السويداء
الأمم المتحدة: أبناء العشائر في السويداء يتعرضون للتهجير والاعتداءات
قوات الأمن لم تدخل المدينة·· اشتباكات عنيفة وتقدّم للعشائر في السويداء
