
الشرع يؤكد التزام سوريا بعدم تهديد إسرائيل:في تصريحات أثارت اهتمام الأوساط السياسية، أفادت باربرا ليف، المساعدة السابقة لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، بأن الرئيس السوري أحمد الشرع قد تعهد خلال لقاء مع مسؤولي الولايات المتحدة بأن سوريا “لن تشكل تهديداً لإسرائيل”. هذا التعهد الذي أبداه الشرع، جاء في إطار تفهمه للمخاوف الأمنية الإسرائيلية، وهو ما دفع ليف للحديث عنه في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، حيث أضافت أن الشرع أكد على ضرورة عدم السماح لأي جهة أو دولة باستخدام الأراضي السورية لتهديد إسرائيل.
العلاقات الإقليمية وتحولات السياسة السورية
الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يُعتبر أحد الوجوه البارزة في السياسة السورية في المرحلة الانتقالية، يُظهر رغبة كبيرة في فتح فصل جديد من العلاقات الإقليمية، بما في ذلك مع إسرائيل. ووفقاً ليف، فإن الشرع يحرص على بناء علاقات جيدة مع جميع الأطراف الإقليمية، وهو ما يعكسه سعيه للتأكيد على أن سوريا تحت قيادته لن تكون مصدر تهديد لإسرائيل أو أي دولة أخرى في المنطقة.
تعتبر تصريحات الشرع هذه خطوة مهمة في مسار العلاقات السورية الإسرائيلية، التي شهدت العديد من التوترات والمواجهات العسكرية عبر العقود الماضية. ويبدو أن الشرع يسعى إلى إعادة تقييم وتحسين الوضع الاستراتيجي لسوريا في منطقة مضطربة، في وقت يشهد فيه العالم تحولات سياسية معقدة.
براغماتية الشرع: توازن بين القوى الإقليمية
من جانبها، أشارت ليف إلى أن الشرع كان يحظى بإعجاب المسؤولين الأميركيين السابقين بسبب براغماتيته ومصداقيته. وتعتبر هذه السمات جزءاً من شخصيته السياسية التي تُظهر حرصه على إيجاد حلول عملية للتحديات الكبيرة التي تواجه بلاده، وهو ما يضعه في موقع يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على مستقبل سوريا في المنطقة.
الاعتداءات الإسرائيلية وتداعياتها
من الجدير بالذكر أن العدوان الإسرائيلي على سوريا قد تصاعد بشكل ملحوظ عقب انهيار نظام الأسد في ديسمبر الماضي، حيث كثف الاحتلال الإسرائيلي من غاراته على المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري، فضلاً عن عمليات توغل برية في مناطق استراتيجية. كما استهدفت الغارات مناطق حدودية مع الاحتلال، في وقت تزامن مع محاولات إعادة تأهيل البنية التحتية العسكرية.
ووفقاً للمراقبين، فإن التغيير الكبير الذي حدث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد قد غيّر من الواقع على الأرض، خاصة في ما يتعلق بالتواجد الإيراني والميليشيات التابعة لها في سوريا. ورغم التأكيد الإسرائيلي على أن عملياته تستهدف تقويض “التهديدات” على الحدود الشمالية، فإن هذه التصعيدات لا تزال تثير قلقاً كبيراً بين السوريين والإسرائيليين على حد سواء.
الخلاصة
في الختام، فإن تصريحات باربرا ليف حول تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع بعدم السماح لسوريا بأن تشكل تهديداً لإسرائيل، تعد مؤشرًا هامًا على التوجهات السياسية الجديدة لسوريا في المرحلة الانتقالية. وبالرغم من أن هذا التغيير قد يُثير آمالاً لدى بعض الأطراف في إعادة التوازن الإقليمي، إلا أن التطورات المستقبلية ستظل رهنًا بالمواقف المتغيرة في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالتواجد الإيراني والميليشيات المسلحة.
خيمة الحقيقة في مخيم اليرموك: صرخة أهالي المعتقلين لكشف مصير المغيبين