أخبار سياسية

مساعد سابق للأسد يكشف مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس: “قُتل بأمر من الأسد عام 2013”

 مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس: في تطور لافت في ملف اختفاء الصحفي الأميركي أوستن تايس، كشف مسؤول أمني سوري رفيع المستوى سابق، كان مقرّباً من الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، عن تفاصيل جديدة تشير إلى أن تايس أُعدم في عام 2013، بناءً على أوامر مباشرة من الأسد نفسه. وتعد هذه المرة الأولى التي يدلي فيها مسؤول كبير في النظام السابق بمعلومات مماثلة لمسؤولين أميركيين.

شهادة نادرة من قلب النظام

المسؤول السابق بسام الحسن، المستشار الاستراتيجي السابق للأسد، قال خلال جلسات تحقيق مطوّلة مع عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) في بيروت، أن الرئيس المخلوع أعطى تعليماته بقتل تايس، وذلك بعد محاولة هروب قام بها الأخير من السجن.

وبحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”، فقد أكد الحسن أنه حاول إقناع الأسد بالإبقاء على تايس على قيد الحياة واستخدامه كورقة ضغط سياسية، إلا أن الأسد أصرّ على تنفيذ الإعدام، وهو ما تم على يد أحد مرؤوسي الحسن في 2013، حسب زعمه.

موقف أميركي حذر وتشكيك في الرواية

ورغم أهمية هذه الشهادة، فإن مصادر أميركية عبّرت عن تشكيكها في بعض تفاصيلها، مشيرة إلى احتمال أن يكون الحسن يسعى للتنصل من مسؤوليته، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن روايته بشأن تورط الأسد تبدو “موثوقة جزئياً”.

المؤسسات الأميركية المعنية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، امتنعت عن التعليق المباشر على فحوى التصريحات الجديدة، مكتفية بالإشارة إلى أن التحقيق لا يزال مفتوحاً، وأن العمل مستمر لتحديد مصير الصحفي الأميركي المختفي منذ عام 2012.

عائلة تايس ترفض الرواية

من جهته، رفض والد أوستن تايس هذه المعلومات، واصفاً الحسن بـ”القاتل الجماعي” الذي يسعى لتبرئة نفسه. وأكدت العائلة أنها لا ترى في هذه التصريحات سوى محاولة للهروب من العدالة، مشددة على أنها لا تزال تؤمن بأن ابنها على قيد الحياة، استناداً إلى شهادات قالت إن أصحابها رأوه في أحد سجون النظام السوري بعد عام 2013.

وثائق أمنية تشير للاحتجاز

وفي السياق ذاته، حصلت السلطات الأميركية على وثيقة أمنية سابقة صادرة عن أجهزة الأمن السورية، يعود تاريخها إلى أكتوبر/تشرين الأول 2012، تحذّر فيها من التعامل مع تايس وتوصي بالحذر منه، وهو ما اعتُبر دليلاً إضافياً على أن الصحفي الأميركي كان محتجزاً لدى النظام السوري آنذاك، رغم نفيه الرسمي المتكرر.

محاولة للقاء الحسن تفشل

وكانت والدة تايس قد سافرت مؤخراً إلى بيروت، آملة بلقاء الحسن شخصياً بعد تسريب المعلومات عن إفادته، إلا أن اللقاء لم يتم، رغم إصرارها على التحدث إليه “كأم لا كمحقق”، وفق تعبيرها.

خلفية عن القضية

أوستن تايس، صحفي مستقل عمل مع عدد من الوسائل الإعلامية بينها “واشنطن بوست”، اختفى قرب دمشق في أغسطس/آب 2012، وكان يبلغ من العمر آنذاك 31 عاماً. وقد خدم سابقاً كضابط في قوات المارينز الأميركية، قبل أن يتجه للعمل الصحفي خلال بدايات الحرب السورية.

ورغم مرور أكثر من 12 عاماً على اختفائه، لا تزال قضيته تحظى باهتمام رسمي وشعبي واسع في الولايات المتحدة، مع استمرار حملة الضغط التي تقودها عائلته على الحكومة الأميركية للكشف عن مصيره.

ختامًا

يبقى مصير أوستن تايس معلقاً بين الشهادات المتضاربة والتصريحات الغامضة، لكن ما كشفه المسؤول الأمني السوري السابق يمثل تحولاً مهماً قد يفتح الباب أمام محاسبة مسؤولي النظام المخلوع عن انتهاكاتهم، ويعيد ملف اختفاء الصحفيين الأجانب إلى صدارة الاهتمام الدولي.


إقراء المزيد:

موقف تونس من التغيير السياسي في سوريا

بيدرسن يرحّب بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب ويؤكد دعمه للمسار السياسي في سوريا

سوريا تبدأ إعادة هيكلة قطاع الأسمنت تمهيداً لمرحلة إعادة الإعمار الكبرى

تكتيك إسرائيلي مباغت: كيف أدخل الموساد الطائرات المسيّرة إلى عمق إيران؟

سوريا تطلق مشروع برق نت لتوفير الإنترنت فائق السرعة بشراكة بين القطاعين العام والخاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى