
مستقبل الحكومة المؤقتة في سوريا بعد تشكيل الحكومة المركزية الجديدة
مستقبل الحكومة المؤقتة في سوريا:بعد أكثر من أربعة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، وبدء الحكومة السورية الجديدة في دمشق بمهامها، تجد الحكومة السورية المؤقتة نفسها أمام واقع سياسي جديد يفرض عليها إعادة تقييم دورها وموقعها. ورغم حديث البعض عن انتهاء دورها، تواصل الحكومة المؤقتة، التي تتخذ من غازي عنتاب التركية مقراً لها، ممارسة بعض مهامها في ظل ظروف متغيرة.
نصف الطاقم ما يزال على رأس عمله
مصدر مطلع أفاد لموقع “تلفزيون سوريا” أن الحكومة المؤقتة ما تزال تحتفظ بنحو 150 موظفاً من أصل 300 كانوا على رأس عملهم قبل سقوط النظام، نافياً صحة الأرقام التي تحدثت عن إنهاء 90% من خدمات الموظفين. كما تستمر الحكومة المؤقتة في إدارة بعض المقرات الإدارية في مدينة الراعي بريف حلب، إضافة إلى مؤسسات خدمية أبرزها مؤسسة الحبوب، إكثار البذار، ومركز التصوير الطبقي.
مشاريع قائمة وعقود مستمرة
المصدر أشار أيضاً إلى أن بعض العقود ما تزال قائمة، كعقد تعبيد الطرق مع شركة “كورت” التركية بقيمة 278,600 دولار، إضافة إلى مشاريع أخرى تؤمن موارد مالية للحكومة وتضمن استمرارية بعض المهام.
جدل سياسي وتنظيمي
رغم ذلك، تواجه الحكومة المؤقتة تحديات مؤسسية حادة، خاصة بعد انسحاب المجلس التركماني السوري من الائتلاف الوطني المعارض الذي تتبع له الحكومة المؤقتة. هذا الانسحاب، الذي يرأس المجلس فيه رئيس الحكومة عبد الرحمن مصطفى، طرح تساؤلات عن الشرعية السياسية التي تستند إليها الحكومة.
وتفاقم الجدل مع غياب رئيس الحكومة المؤقتة عن اجتماع رسمي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، قبل أن يعقد لقاء منفرداً معه ويطلب تشكيل لجنة لتسلّم الحكومة.
أنقرة.. بين استمرار الدعم وتغير المواقف
تركيا لا تزال تحتضن مقر الحكومة المؤقتة، وتعاملها مؤسساتها الرسمية حتى اليوم. ومع ذلك، تلوح تساؤلات عن مستقبل هذا التموضع، خصوصاً في ظل تطور العلاقات بين أنقرة والحكومة السورية الجديدة. كما يواصل مسؤول العلاقات الخارجية في الحكومة المؤقتة زياراته الخارجية، أبرزها إلى الولايات المتحدة، مما يعكس محاولات للحفاظ على قنوات التواصل الدولية.
نحو إدارة موحدة
في هذا السياق، يوضح الباحث وائل علوان أن الحكومة الجديدة تسعى لتسلم الملفات الإدارية من المجالس المحلية والحكومة المؤقتة، والعمل على دمجها ضمن إدارة مركزية موحدة تشرف عليها الحكومة المركزية. وأكد أن هذه العملية تواجه تحديات كبيرة وتتطلب وقتاً وجهداً، خصوصاً مع استمرار وجود قوى أخرى مثل “قسد” في الشمال الشرقي.
جدل مشفى صوران
في الأثناء، انتشرت شائعات عن تحويل الحكومة المؤقتة مبلغ 900 ألف دولار من مخصصات مشروع مشفى جامعي في صوران إلى بنود أخرى. إلا أن مصدراً حكومياً نفى هذه الأنباء، موضحاً أن المتبقي من المشروع يبلغ 400 ألف دولار من أصل 650 ألف دولار، وأن الأصول ما تزال محفوظة.
بين الماضي والمستقبل
اليوم، تقف الحكومة المؤقتة بين مرحلة مضت أدت فيها دوراً محورياً في إدارة مناطق خارجة عن سيطرة النظام، وواقع جديد يسعى لتوحيد الإدارة تحت سلطة الحكومة المركزية. ورغم التساؤلات عن مصيرها، يبقى القرار النهائي مرهوناً بتوافق القوى السياسية، وحسن إدارة المرحلة الانتقالية بما يخدم استقرار البلاد ووحدة مؤسساتها.
إقراء ايضا:
الرئيس أحمد الشرع يستقبل عضو الكونغرس الأميركي مارلين ستوتزمان في دمشق
اعتقال عناصر الدفاع الوطني في حمص.. واعترافات بعمليات دفن جماعي
رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي يتفقد مواقع في الأراضي السورية المحتلة ويقر خططاً هجومية
العثور على طفل متوفى داخل بئر بعمق 40 متراً شرقي حلب بعد 4 أيام من فقدانه
السلطات السورية تلقي القبض على خلية تجارة مخدرات في اللاذقية