
تركيا ومراقبة ملف دمج قسد: قراءة في الموقف وأبعاده السياسية
ملف دمج قسد”تصدّر تصريح وزارة الدفاع التركية بشأن متابعة مسألة دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد). في الحكومة السورية المؤقتة واجهة النقاش السياسي في المنطقة. فقد أكد الناطق باسم الوزارة، العميد البحري زكي أكتورك، أن أنقرة تتابع الملف “بعناية وحساسية”. في إشارة إلى أن الموضوع لا ينظر إليه باعتباره مجرد تفصيل عابر، بل كعامل قد يؤثر في مستقبل التوازنات الأمنية والسياسية في سوريا·
موقف تركي ثابت: “قسد” كتنظيم إرهابي
منذ بداية الأزمة السورية، تتعامل تركيا مع “قسد”. على أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK)، المصنّف لديها كتنظيم إرهابي. ولذلك فإن أي حديث عن دمج هذه القوات ضمن هياكل الدولة السورية، حتى وإن كانت حكومة مؤقتة، يثير قلقاً تركياً عميقاً·
فأنقرة ترى أن دمج “قسد” قد يعني إضفاء. سياسية وعسكرية على كيان تعتبره تهديداً مباشراً لأمنها القومي·
بين الموقف المبدئي والضرورات العملية
رغم الحزم في الخطاب، فإن إشارة وزارة الدفاع التركية إلى ضرورة “متابعة البيانات الرسمية. الصادرة عنها” تكشف عن إدراك أن الملف معقّد ومرتبط بصفقات إقليمية ودولية. فأنقرة تدرك أن القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، تنظر إلى “قسد”. باعتبارها طرفاً فاعلاً لا يمكن تجاهله في معادلة شمال وشرق سوريا·
لكن في المقابل، تسعى تركيا لتقليص أي هامش سي قد يمنح هذه القوات، وتحاول فرض معادلة “دولة واحدة وجي ش واحد” في سوريا·
الأمن الحدودي: رسالة مزدوجة
في موازاة التصريحات السياسية، أبرز أكتورك إنجازات الجيش التركي في مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، مشيراً إلى تدمير أنفاق بطول 642 كيلومتراً في تل رفعت ومنبج· كما كشف عن توقيف أكثر من 7 آلاف شخص حاولوا التسلل منذ بداية العام، وضبط كميات من المخدرات على الحدود مع إيران·
هذه الرسائل لا تقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل تحمل دلالة سياسية مفادها أن أنقرة قادرة على فرض إرادتها ميدانياً، وبالتالي يجب أن يؤخذ موقفها بعين الاعتبار في أي ترتيبات تخص مستقبل “قسد”·
البعد الإقليمي والدولي
تصريحات الدفاع التركية تأتي في وقت تشهد فيه الساحة السورية حراكاً دبلوماسياً متزايداً، خصوصاً بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتصاعد الحديث عن تسويات تشمل الأطراف الكردية· لذلك فإن أنقرة تسعى لإبقاء يدها على الملف، لمنع أي صيغة قد تُشرعن مح العسكري والسياسي لـ”قسد”·
خلاصة
الموقف التركي إزاء دمج “قسد” ليس مجرد متابعة تقنية أو أمنية، بل يعكس صراعاً أعمق على شكل الدولة السورية بعد الحرب· أنقرة تؤكد أنها لن تقبل إلا بمعادلة “جيش واحد ودولة واحدة”، وترى أن أي مسار آخر قد يفتح الباب أمام تهديدات طويلة الأمد لأمنها القومي·
إقراء المزيد:
هدم منازل أثرية في القنيطرة:إعلام عبري يكشف هدم الاحتلال
إتلاف مخلفات الحرب في سهل الغاب غربي حماة
إدارة أمن السويداء: سليمان عبد الباقي يتسلّم الملف بتفويض من الداخلية
اتفاق سوريا والأردن وأميركا: يرسم خريطة طريق لمعالجة ملف السويداء
كتائب الضفادع البشرية في سوريا تنفذ تدريبات ميدانية تحت الماء لتعزيز الجاهزية القتالية