
من الرياض إلى دمشق.. اللحظة التي غيّرت موقف ترامب من سوريا
اللحظة التي غيّرت موقف ترامب من سوريا:في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته إلى السعودية عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مما شكّل نقطة تحوّل بارزة في مسار التعامل الدولي مع الملف السوري، وخصوصاً بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي.
ورغم التوقعات بانحياز ترامب لليمين الإسرائيلي الداعم لتقسيم سوريا، جاءت قراراته لتمنح الأمل بإعادة توحيد البلاد، وفتح الباب أمام تحالف إقليمي يقوده ثلاثي مؤثر: السعودية، تركيا، وقطر.
دور السعودية.. من التأثير إلى القيادة
برزت السعودية كمحرك رئيسي لهذا التحوّل، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي ينظر إلى استقرار سوريا كعنصر أساسي في أمن المنطقة.
فمن خلال مشروع اقتصادي-سياسي متكامل، تسعى الرياض إلى تحويل سوريا من عبء أمني إلى فرصة تنموية، عبر الاستثمار في البنى التحتية والتعليم والطاقة، لتكون السعودية بذلك راعية إعادة الإعمار.
تركيا.. موازنة الأمن والتنمية
أما تركيا، فتدخل المرحلة الجديدة من بوابتين:
-
أمنية، تسعى من خلالها لضمان عدم قيام كيان كردي على حدودها.
-
وتنموية، تركز على دمج الاقتصاد السوري ضمن شبكات التجارة الإقليمية.
أنقرة تدرك أن الاستقرار في سوريا يخدم مصالحها داخلياً وخارجياً، خصوصاً في ملف اللاجئين ومكافحة الإرهاب.
قطر.. الوسيط والشريك الاقتصادي
من جانبها، تواصل قطر أداء دور الوسيط الذكي، مستثمرةً علاقاتها المتينة مع واشنطن والأطراف السورية المختلفة.
وتقدّم الدوحة نفسها شريكاً تنموياً قادراً على تمويل مشاريع ما بعد الحرب، وتعزيز الحضور العربي في سوريا، في إطار رؤية قائمة على احترام السيادة والانفتاح السياسي.
لحظة تحوّل إستراتيجية.. وفرصة تاريخية
رفع العقوبات لم يكن قراراً عابراً، بل جزءاً من إعادة تموضع إستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تهدف إلى “تصفير النزاعات” والتركيز على أولويات أخرى مثل التنافس مع الصين.
فالمقاربة الجديدة ترى أن سوريا المستقرة شريك أكثر فائدة في محاربة الإرهاب وضبط الحدود، مقارنة بسوريا المنهارة.
التحدي الآن: في ملعب القيادة السورية
هذه التحولات تمنح دمشق فرصة نادرة للخروج من العزلة الدولية، لكنّ الأمر مرهون بمدى استعداد القيادة السورية للانخراط بجدّية في إعادة البناء، ليس فقط في البنية التحتية، بل في بناء عقد اجتماعي جديد يضمن المشاركة والعدالة ويعيد السوريين إلى وطنهم.
سوريا أمام مفترق طرق:
-
إما أن تتحول إلى مركز جذب وتنمية،
-
أو تبقى عالقة في دوامة الفشل والتبعية.