
واشنطن تبدأ خفض وجودها في دير الزور وتُعيد تموضع قواتها في شمال شرقي سوريا
واشنطن تبدأ خفض وجودها في دير الزور :كشفت مصادر مطلعة لموقع “تلفزيون سوريا” عن شروع الولايات المتحدة في تنفيذ خطة لسحب قواتها من ريف دير الزور الشرقي، ضمن استراتيجية أوسع لإعادة تموضع عسكري وتقليص عدد قواعدها في شمال شرقي سوريا.
ووفقاً للمصادر، فقد أبلغت القوات الأميركية “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) نيتها الانسحاب الكامل من ريف دير الزور، بما في ذلك إخلاء قواعد استراتيجية، على رأسها قاعدة حقل كونيكو للغاز.
وأضافت أن عملية النقل بدأت فعلياً منذ منتصف نيسان الماضي، حيث تم نقل معدات عسكرية ثقيلة وقوات إلى قاعدة “قصرك” شمالي الحسكة، بالقرب من الطريق الدولي (M4). إلا أن تقارير استخباراتية تحدثت عن نشاط لمجموعات مسلحة مرتبطة بإيران قرب الحدود السورية العراقية، ما دفع واشنطن لتأجيل الانسحاب الكامل، مع الإبقاء على وجود محدود لمراقبة التطورات.
تعزيزات من “قسد” لسد الفراغ
بالتزامن مع انسحاب قسم من قوات التحالف الدولي، أفاد مراسل “تلفزيون سوريا” بأن “قسد” دفعت بتعزيزات كبيرة إلى قواعدها في حقل العمر وكونيكو شرق دير الزور. وأكد مصدر مقرب من “قسد” أن القوات نقلت وحدات من الحسكة والرقة إلى دير الزور خلال الأيام الماضية، في خطوة لسد أي فراغ أمني محتمل بعد انسحاب الأميركيين.
إغلاق قواعد وتغيرات بعد سقوط النظام
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نقلت منتصف نيسان عن مسؤولين في البنتاغون، أن الجيش الأميركي بدأ بالفعل إغلاق ثلاث قواعد صغيرة في دير الزور، كجزء من خطة خفض القوات بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، شون بارنيل، إن الوزارة تخطط لخفض عدد الجنود في سوريا إلى أقل من ألف خلال الأشهر القادمة، في إطار “عملية مدروسة قائمة على الظروف الميدانية”.
إعادة التموضع في خمس قواعد رئيسية
مصادر من “قسد” أكدت أن القوات الأميركية تعتزم تقليص انتشارها إلى نحو خمس قواعد رئيسية في شمال شرقي سوريا، ثلاثة منها على الأقل في الحسكة. ولفتت المصادر إلى أن وجود الأميركيين في دير الزور سيعتمد على مدى التنسيق الجاري بين “قسد” والحكومة السورية من جهة، وبين دمشق وواشنطن من جهة أخرى.
كما شددت المصادر على أن الولايات المتحدة أكدت لحلفائها في “قسد” أن لا نية لديها للانسحاب الكامل من الأراضي السورية في المدى المنظور، مع التزامها بمواصلة العمليات ضد تنظيم “داعش” ودعم الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها “قسد”.
خريطة الوجود العسكري الأميركي في سوريا
بحسب دراسة لمركز جسور للدراسات نشرت في تموز 2024، تنتشر القوات الأميركية في 17 قاعدة ونقطة عسكرية في سوريا، تتوزع على النحو التالي: 17 موقعاً في الحسكة، و9 مواقع في دير الزور، و3 في محافظة الرقة.
وتأتي هذه التطورات ضمن سياق إعادة رسم التواجد الأميركي في سوريا بعد انتهاء مرحلة الأسد، وتحول الملف السوري إلى ساحة تفاهمات دولية جديدة.