
وزير إسرائيلي يدعو لاغتيال الرئيس السوري وسط تصعيد جنوب البلاد
وزير إسرائيلي يدعو لاغتيال الرئيس السوري :في تصعيد غير مسبوق للخطاب السياسي الإسرائيلي تجاه دمشق، دعا وزير شؤون الشتات في حكومة الاحتلال، عميحاي تشيكلي، إلى اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع، على خلفية ما وصفه بـ”الجرائم المرتكبة ضد الطائفة الدرزية” في محافظة السويداء، جنوبي سوريا.
دعوات مباشرة للاغتيال
وقال تشيكلي في تغريدة عبر منصة “إكس”، إن “الرئيس السوري أحمد الشرع ليس زعيماً شرعياً، بل إرهابي يجب تصفيته فوراً”، على حد تعبيره. واتهمه بارتكاب “مجازر ضد الدروز” والتعاون مع “تنظيمات متطرفة كهيئة تحرير الشام”، في إشارة إلى تسجيل سابق نشره الوزير، يظهر الشرع خلال زيارة ميدانية إلى مقاتلين في شمال سوريا.
وزعم الوزير الإسرائيلي أن الشرع “ينتمي إلى نظام إرهاب إسلامي نازي يرتدي زي الدولة”، مشبهاً الوضع في سوريا بما وصفه بـ”مذابح ضد العلويين والدروز التي يتغاضى عنها الغرب”، في تصعيد لفظي يعبّر عن توتر عميق في الموقف الإسرائيلي من تطورات الجنوب السوري.
الدفاع عن الجولان والدروز
وفي تغريدات لاحقة، شدد تشيكلي على ضرورة الحفاظ على “المنطقة العازلة” و”قمة جبل الشيخ”، معتبراً أنهما خطا الدفاع الأول عن مستوطنات الجولان المحتل. وأضاف أن حماية الدروز في جنوب سوريا تُعد مسؤولية أخلاقية وأمنية بالنسبة لإسرائيل، وفق قوله.
مواقف متشددة من الحكومة الإسرائيلية
تصريحات وزير الشتات جاءت بالتوازي مع مواقف مماثلة أطلقها وزير المالية بِتسلئيل سموتريتش، الذي اتهم الرئيس السوري بارتكاب “مذبحة وحشية” في السويداء. وقال إن “القيادة السورية تبقى إسلامية متطرفة، حتى لو ارتدت البدلات الرسمية”، مطالباً المجتمع الدولي بعدم الانخداع بالمظاهر السياسية.
يأتي ذلك بعد أيام من تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على مواقع للجيش السوري في السويداء ودرعا، بدعوى “منع انتشار قوات تهدد أمن إسرائيل”. وأكدت تل أبيب أن العمليات جاءت “بتوجيهات سياسية عليا”.
الوزير تشيكلي: سيرة حافلة بالتحريض
يُعرف عميحاي تشيكلي، الذي يتولى منصب وزير شؤون الشتات منذ عام 2022، بمواقفه اليمينية المتطرفة وعدائه الصريح للفلسطينيين والسوريين. سبق أن خدم في صفوف الجيش الإسرائيلي، ويُصنف ضمن تيار “الليكود” المتشدد، بعدما انشق عن حزب “يمينا”.
يستخدم تشيكلي الخطاب الديني والقومي المتشدد في تبرير السياسات الأمنية والعسكرية، وسبق أن وصف احتجاجات طلابية مؤيدة لفلسطين في الجامعات الأميركية بأنها “وباء فكري يشبه الفنتانيل”، مما أثار ردود فعل غاضبة حتى داخل الأوساط اليهودية الليبرالية.
كما قاطعته منظمات يهودية بارزة في الولايات المتحدة بعد ظهوره في مؤتمر حكومي برفقة شخصيات أوروبية متطرفة ذات خلفيات عنصرية، ما عزز صورته كوجه بارز لليمين الإسرائيلي الشعبوي.
اتفاق سلام قيد البحث؟
رغم تصاعد الخطاب الإسرائيلي، تسربت تقارير عن لقاءات غير معلنة جرت مؤخرًا في العاصمة الأذربيجانية باكو، بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين، بدعوى بحث “تهديدات إقليمية” والتنسيق الأمني. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار جهود تقودها واشنطن لضم سوريا إلى اتفاقيات أبراهام.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق عن دعوته الرئيس السوري أحمد الشرع للانخراط في اتفاق إقليمي يضم إسرائيل وعدداً من الدول العربية، لكن دمشق لم تصدر أي موقف رسمي تجاه هذه الدعوة حتى الآن.
خلاصة
تسهم التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك دعوات الاغتيال، في تأجيج التوترات على جبهة الجنوب السوري، وتكشف عن حجم القلق الإسرائيلي من تعقيد المشهد في السويداء، وسط مؤشرات متضاربة بين التصعيد الأمني والمساعي الدبلوماسية لرسم ترتيبات جديدة في المنطقة.
إقراء ايضا:
ضحايا الفوضى الأمنية في درعا.. 14 ضحية بين قتيل وجريح في أسبوع من الفوضى
لقاء سوري–إسرائيلي في باكو يناقش التهديدات الإقليمية والتنسيق الأمني
خلال عامين ربط ريف حلب الشمالي بالكهرباء التركية.. خطة لربط 42 وحدة إدارية
الداخلية السورية: الحسم في السويداء لصالح الدولة السورية بات قريباً ضمن رؤية الرئاسة