الرئيس أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية الألماني في دمشق
الرئيس أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية الألماني في دمشق
وزير الخارجية الألماني في دمشق:في خطوة دبلوماسية تعكس مرحلة الانفتاح السوري المتسارع على الساحة الأوروبية. استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الخميس وفدًا ألمانيًا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية يوهان فاديفول. في العاصمة دمشق، بحضور وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني.
يعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين سوريا وألمانيا منذ أكثر من عقد، ما يشير إلى تحول جوهري في العلاقات الثنائية وعودة الحوار المباشر بين البلدين بعد سنوات من القطيعة السياسية·
إعادة بناء الجسور الدبلوماسية: وزير الخارجية الألماني في دمشق
بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السورية. تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين دمشق وبرلين وسبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية. إلى جانب مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك·
وأكد الجانبان على أهمية الحوار الدبلوماسي الصريح والتواصل المباشر كوسيلة لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط وتعزيز فرص التعاون المشترك.
وأشار البيان إلى أن اللقاء جرى في أجواء إيجابية، عكست رغبة متبادلة في فتح صفحة جديدة بين البلدين على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
ألمانيا: دعم لعهد جديد في سوريا
وأضاف فاديفول أن ألمانيا ترى في المرحلة الحالية فرصة حقيقية لبناء سوريا جديدة، حرة وآمنة ومستقرة. مؤكداً أن بلاده “تدعم الحكومة السورية الحالية في جهودها لضمان حياة يسودها الكرامة والأمان لجميع المواطنين. بغضّ النظر عن الجنس أو الدين أو العرق أو الانتماء الاجتماعي”.·
هذا التصريح يعكس تحولاً في الموقف الألماني من القطيعة إلى الشراكة البناءة. مع إشارة واضحة إلى دعم برلين لمسار التحول السياسي في سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
ملفات اقتصادية وإنسانية على الطاولة
ناقش الطرفان خلال الاجتماع الخطوات العملية لتطوير التعاون الاقتصادي بين سوريا وألمانيا. خصوصاً في مجالات الطاقة، إعادة الإعمار، البنية التحتية، والتعليم التقني.
كما تطرق اللقاء إلى دعم الجهود الإنسانية في سوريا، بما في ذلك إزالة الألغام ومشاريع الإغاثة ودعم برامج التنمية المحلية في المناطق المتضررة من الحرب·
وأكد الوزير الألماني أن بلاده قررت المساهمة في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا. تماشياً مع التفاهمات الأوروبية الأخيرة. إضافةً إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية والاستثمارات الألمانية في الاقتصاد السوري خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن “ما يحدث في سوريا له تأثير مباشر وغير مباشر على ألمانيا”. موضحاً أن استقرار سوريا يخدم الأمن الأوروبي بشكل عام·
دمشق ترحّب بالانفتاح الأوروبي
من جهته، رحّب الرئيس أحمد الشرع بالوفد الألماني، مشيداً بـ“الموقف المتوازن الذي تبنّته برلين خلال الأشهر الماضية”، ومؤكداً استعداد سوريا الكامل لـ“تعزيز التعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”·
وأضاف الشرع أن سوريا “تسعى إلى بناء شراكات متكافئة مع جميع الدول التي تحترم إرادة الشعب السوري”، مشيراً إلى أن “مرحلة ما بعد الحرب تتطلب دعماً دولياً حقيقياً لإعادة الإعمار، واستعادة مكانة سوريا الاقتصادية والثقافية في المنطقة والعالم”·
كما عبّر عن تقديره لموقف ألمانيا الداعم لرفع العقوبات والمساهمة في مشاريع إعادة البناء، لافتاً إلى أن “سوريا الجديدة منفتحة على التعاون مع جميع الدول التي تسعى للسلام والتنمية”·
استثمارات ألمانية مرتقبة في سوريا
وفق مصادر دبلوماسية في دمشق، تسعى ألمانيا إلى إعادة فتح سفارتها بكامل طاقمها خلال الأشهر المقبلة، تمهيداً لإطلاق مشاريع استثمارية في قطاعات الطاقة المتجددة والصناعات الدوائية والنقل العام·
ويجري التحضير حالياً لتوقيع مذكرة تفاهم اقتصادية بين البلدين تشمل تشجيع الشركات الألمانية على الاستثمار في السوق السورية·
وقد أبدت شركات ألمانية كبرى مثل Siemens Energy وBASF اهتماماً بالمشاركة في مشاريع إعادة تأهيل محطات الكهرباء والمناطق الصناعية، بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد السورية·
انعكاسات الزيارة على المشهد الإقليمي
تأتي زيارة فاديفول إلى دمشق في ظل تحولات دبلوماسية كبيرة تشهدها المنطقة، مع تسارع خطوات التطبيع بين سوريا وعدد من الدول الأوروبية والعربية·
ويرى محللون أن الزيارة تمثل اعترافاً أوروبياً ضمنياً بشرعية الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وعودة سوريا إلى دائرة الحوار الدولي بعد سنوات من العزلة·
كما تحمل الزيارة بعداً استراتيجياً بالنسبة لأوروبا، إذ تعتبر ألمانيا أن استقرار سوريا ضرورة حيوية لمنع موجات جديدة من الهجرة، ولمواجهة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط·
رسائل الزيارة: من القطيعة إلى الشراكة
تشكل زيارة وزير الخارجية الألماني إلى دمشق مؤشراً واضحاً على إعادة التوازن في السياسة الأوروبية تجاه سوريا. ونهاية لمرحلة القطيعة الدبلوماسية التي استمرت منذ عام 2012.
ويُتوقع أن تفتح الزيارة الباب أمام عودة تدريجية للبعثات الأوروبية إلى دمشق، وبداية مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي·
كما أنها تمثل مكسباً دبلوماسياً للرئيس أحمد الشرع. الذي نجح خلال عام واحد من ولايته في إعادة سوريا إلى محيطها العربي والإقليمي، وبدأ الآن بتطبيع علاقاتها مع أوروبا على أسس جديدة.
خاتمة
وزير الخارجية الألماني في دمشق:زيارة وزير الخارجية الألماني إلى دمشق تمثل تحولاً تاريخياً. في مسار العلاقات السورية الأوروبية، ورسالة واضحة على أن سوريا الجديدة تسير بثبات نحو استعادة مكانتها الدولية.
وبينما تتجه برلين ودمشق نحو بناء شراكة قائمة على المصالح المتبادلة، يبدو أن صفحة جديدة قد فُتحت في العلاقات بين البلدين — صفحة عنوانها الحوار، التعاون، والاستقرار·
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
الرئيس الشرع من الرياض: العالم يستطيع الاستفادة من سوريا كممر تجاري
تسوية أنقرة مع حزب العمال الكردستاني·· هل تمهّد لتفاهمات أوسع في سوريا؟
الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية: يعزز التعاون الاستثماري خلال زيارته إلى الرياض



