
وفد كردي يستعد لزيارة دمشق: “اللامركزية التعددية” شرط لا تفاوض عليه
وفد كردي يستعد لزيارة دمشق: أكد قيادي بارز في الأحزاب الكردية أن اللامركزية التعددية تمثل مطلباً أساسياً لا يمكن التنازل عنه في أي مفاوضات مرتقبة مع الحكومة السورية، مشدداً على أنها تشكل المدخل الحقيقي لحل القضايا العالقة في البلاد.
وجاءت هذه التصريحات قبل توجه وفد من الإدارة الذاتية الكردية إلى دمشق لاستكمال الحوار مع السلطة السورية، في وقت تتسارع فيه التطورات السياسية والأمنية شمال شرقي سوريا، وسط ضغوط خارجية وداخلية متزايدة.
التعددية اللامركزية كخيار استراتيجي
قال القيادي الكردي، الذي تحدث لوكالة “فرانس برس” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن “سوريا لامركزية تعددية ديمقراطية هي الحل الأمثل”، مؤكداً أن نظام الحكم المركزي لم يعد قادراً على استيعاب فسيفساء المجتمع السوري.
وأضاف أن هذا الطرح “لن يكون قابلاً للمساومة”، مشيراً إلى أن الوفد الكردي سيطرح خلال زيارته إلى دمشق ملف تثبيت حقوق الشعب الكردي دستورياً ضمن دولة سورية موحدة.
اتفاق شرع ـ عبدي: دمج مؤسسات وتثبيت الشراكة
يستند الوفد الكردي في مفاوضاته إلى الاتفاق الذي تم توقيعه بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، والذي تضمن بنوداً واضحة لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن بنية الدولة.
كما نص الاتفاق على الاعتراف بالمكوّن الكردي كمجتمع “أصيل” في الدولة السورية، وضمان حقوقه الدستورية، ورفض أي دعوات انفصالية أو خطابات كراهية بين المكونات السورية.
زيارة رسمية لدمشق وتنسيق في ملف مخيم الهول
بالتوازي، زار وفد حكومي سوري يضم ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية وجهاز الاستخبارات مخيم الهول في ريف الحسكة، برفقة مسؤولين أميركيين من التحالف الدولي، حيث جرى بحث تنسيق الجهود لإخراج العائلات السورية من المخيم.
وأكد مصدر مطلع من “قسد” أن حماية المخيمات والسجون التي تضم عناصر من “داعش” لا تزال من اختصاص “قسد”، بالتنسيق مع التحالف، نافياً تسليمها للحكومة السورية في الوقت الراهن.
خلافات داخل “قسد” وضغوط من PKK
في السياق ذاته، كشفت مصادر مقربة من “قسد” عن وجود ضغوط داخلية يمارسها قياديون في حزب العمال الكردستاني (PKK) على مظلوم عبدي لتعطيل تنفيذ بعض بنود الاتفاق مع دمشق، خاصة في مناطق مثل حي الشيخ مقصود وسد تشرين.
تركيا تتابع.. واستخبارات أنقرة تتحرك
من جهة أخرى، شددت أنقرة على متابعة تنفيذ الاتفاق بين “قسد” ودمشق، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تراقب التطورات “عن كثب”، معلناً عن تشكيل لجنة مشتركة مع الأميركيين وبغداد ودمشق لمتابعة ملف معتقلي “داعش”.
دعوات كردية لتعديل الدستور
وكان القيادي الكردي آلدار خليل، عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي، قد دعا في تصريحات تلفزيونية إلى تعديل الدستور السوري والاعتراف بالقضية الكردية، محذراً من خطر عودة التفكير المركزي، ورافضاً “الإملاءات التركية” بشأن مستقبل “قسد”.