
أزمة ثبوتيات خانقة في ريف دمشق: إخراج القيد مفقود وآلاف السكان بلا أوراق رسمية
أزمة ثبوتيات خانقة في ريف دمشق: يعاني سكان ريف دمشق من أزمة متفاقمة في الحصول على الأوراق الثبوتية، في ظل شلل شبه تام يطال دوائر الأحوال المدنية في معظم المناطق. فقد توقفت هذه الدوائر عن تقديم خدمات حيوية، مثل تسجيل الزواج والطلاق والولادات والوفيات، واقتصر العمل في بعض الأحيان على إصدار عدد محدود من الوثائق من داخل العاصمة دمشق فقط، وسط ازدحام شديد وتعطل متكرر في الشبكة المركزية.
توقف تام في بعض فروع النفوس
في بلدات مثل صحنايا وأشرفيتها، تتوقف دوائر الأحوال المدنية عن تقديم أبسط الخدمات، بما في ذلك استخراج “إخراج القيد”، وهي وثيقة أساسية تُطلب في معظم المعاملات الرسمية. ورغم التزام الموظفين بدوامهم، إلا أن الخدمة معطّلة كلياً، دون أي إعلان رسمي يوضح الأسباب. هذا الواقع دفع الكثير من الأهالي إلى التوجه إلى مناطق بعيدة مثل الكسوة والضمير والنشابية، لتحصيل وثائقهم، ما يضيف عبئاً مالياً وجسدياً على المواطنين في ظل أزمة مواصلات حادة وغلاء متزايد في كلفة النقل.
ازدحام خانق وتعطل متكرر
يشير سكان المناطق المتضررة إلى أنهم ينتظرون لساعات طويلة في أفرع الأحوال المدنية البديلة، حيث تسود الفوضى، ويواجهون نقصاً في عدد الموظفين، وغياب النظام، وتعطلاً متكرراً في الشبكات الإلكترونية التي تعتمد عليها عملية إصدار الوثائق. هذا الواقع يؤدي في كثير من الحالات إلى عودة المواطنين خاليي الوفاض بعد ساعات من الانتظار.
أحد السكان تحدّث عن فقدان بطاقته الشخصية منذ أكثر من ستة أشهر، وقال إنه غير قادر على استخراج بديل بسبب توقف الإصدار. وأضاف أنه يعتمد فقط على إخراج القيد، الذي بدوره أصبح من الصعب الحصول عليه، ما جعله في وضع قانوني هش وغير قادر على التنقل بحرية، أو حتى تجاوز الحواجز الأمنية، وأدى ذلك إلى توقفه عن العمل وعجزه عن ممارسة حياته الطبيعية.
أزمة قانونية قادمة
يحذر مختصون في القانون من أن تعطّل معاملات الواقعات المدنية لا يشكل أزمة إدارية مؤقتة فحسب، بل قد يؤدي إلى أزمات قانونية واجتماعية خطيرة في المستقبل القريب. فالأطفال الذين يولدون حالياً في ريف دمشق لا يمكن تسجيلهم بشكل رسمي، مما يضع مستقبلهم القانوني على المحك، ويهدد بحقوقهم في التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات. كما يواجه المقبلون على الزواج صعوبات هائلة في تسجيل زواجهم بشكل رسمي، ما يهدد بحصول مشاكل لاحقة تتعلق بالميراث والحضانة وتثبيت النسب.
دمشق ليست أفضل حالاً
ورغم أن بعض مراكز الأحوال المدنية في العاصمة دمشق ما تزال تُصدر وثائق مثل بيان الولادة وإخراج القيد والبيان العائلي، فإن تسجيل الوقائع الجديدة يشهد تأخيرات كبيرة بسبب الضغط الشديد على المراكز المتاحة وتعطل الشبكة المركزية التي تربط بين الفروع. ومع تزايد عدد المراجعين من ريف دمشق إلى العاصمة، تتضاعف الأزمة لتشمل مناطق أوسع وتزيد من حالة الإرباك الإداري.
حياة معلّقة
تشير التقديرات إلى أن آلاف السوريين في ريف دمشق يعيشون اليوم دون أوراق ثبوتية، وهو ما يجعل حياتهم معلّقة بالكامل. لا يستطيعون التنقل بحرية، ولا العمل، ولا التقديم على أي معاملة قانونية، سواء داخل البلاد أو خارجها. ومع غياب أي خطة واضحة من الجهات الرسمية لحل الأزمة أو تخفيف حدتها، يبدو أن هذه المعاناة مرشّحة للاستمرار، وربما التفاقم، في الأسابيع والأشهر المقبلة.
إقراء المزيد
واشنطن تستنفر.. ميليشيات إيران تهدد القواعد الأميركية في سوريا والعراق
أردوغان يندّد بتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعم استقرار سوريا
الداخلية السورية تداهم وكر منفّذي هجوم كنيسة مار إلياس وتعتقل متزعم الخلية
قطر تندد بـ”الانتهاك الصارخ”.. إيران تقصف قاعدة العديد وتعلن “رداً موازياً”
فضيحة فساد تهز جامعة حلب: فصل 42 طالباً وتحقيقات تطال موظفين سابقين في النظام المخلوع