إحالة عسكريين للقضاء في طرطوس بعد انتهاك حرمة مقام ديني

إحالة عسكريين للقضاء في طرطوس:في حادثة أثارت غضبًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، أحالت الجهات الأمنية في محافظة طرطوس عددًا من العناصر العسكريين إلى القضاء، بعد أن تم تداول مقطع فيديو يظهر إساءتهم لمقام ديني في ريف المحافظة. الفيديو الذي انتشر بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر عددًا من العناصر العسكريين يرتدون الزي العسكري، وهم يدخلون أحد المقامات الدينية في قرية “خربة الأكراد”، ويتلفظون بألفاظ مسيئة بحق صاحب المقام، الذي يحظى بمكانة دينية واجتماعية رفيعة في المنطقة.

التحقيقات والإجراءات القانونية

سرعان ما تفاعل المسؤولون المحليون مع الحادثة، حيث أصدرت المعرّفات الرسمية لـ “محافظة طرطوس” بيانًا مقتضبًا أكد على فتح تحقيق عاجل في الحادثة. وأشارت إلى أنه تم تحديد هوية الأشخاص المتورطين، وتم إحالتهم إلى القضاء المختص وفقًا للقوانين والأنظمة المعمول بها. وأكد البيان أن التصرفات التي ظهرت في الفيديو لا تمثل قيم المؤسسات الرسمية أو المجتمع السوري، مشددًا على أن السلطات لن تتهاون في تطبيق العقوبات الرادعة على أي شخص يثبت تورطه في انتهاك حرمة الأماكن الدينية أو الإخلال بالنظام العام.

دعوات للمحاسبة

على خلفية الحادثة، طالب أهالي المنطقة بضرورة محاسبة العناصر المتورطين في الإساءة لمقام الشيخ أحمد الشعباني في “خربة الأكراد”، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات قد تثير الفتنة الطائفية في المنطقة التي تتمتع بتنوع ديني وطائفي حساس. وتأتي هذه المطالبة في وقت تشهد فيه سوريا محاولات للتهدئة وتعزيز السلم الأهلي في ظل الأزمات المستمرة في البلاد.

رسالة السلطات

السلطات المحلية في طرطوس أصدرت تأكيدات بأن مثل هذه التصرفات لن تمر دون عقاب، وأن القضاء سيكون له الكلمة الفصل في هذا الشأن. في الوقت نفسه، أكدت المحافظة على ضرورة حماية الأماكن الدينية، التي تعد جزءًا أساسيًا من هوية المجتمع السوري، والحرص على احترام قدسيتها من قبل جميع فئات الشعب.

الخلاصة

الحادثة التي وقع فيها إساءة لمقام ديني في طرطوس تبرز مجددًا الحاجة إلى تعزيز مفاهيم السلم الأهلي والاحترام المتبادل بين كافة مكونات المجتمع السوري. في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى تجنب أي صراعات طائفية أو دينية قد تعكر صفو الاستقرار، تشدد الجهات المعنية على محاسبة كل من يساهم في إثارة الفتنة أو المساس بهوية البلاد الدينية والاجتماعية.