
احتجاجات غاضبة في الشدادي بعد اعتقال شاب.. و”قسد” ترد بالقوة لتفريق المتظاهرين
احتجاجات غاضبة في الشدادي:شهدت مدينة الشدادي جنوب محافظة الحسكة، اليوم السبت، توتراً أمنياً ملحوظاً إثر اندلاع احتجاجات شعبية غاضبة، عقب اعتقال “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أحد أبناء المدينة، في ظروف غامضة، من دون توضيح رسمي لأسباب التوقيف.
إشعال الإطارات وقطع الطرق
وأفادت مصادر محلية، منها شبكة “الخابور”، أن العشرات من سكان المدينة خرجوا في مظاهرات عفوية، قاموا خلالها بقطع الطرق الرئيسية وإشعال الإطارات، مما أدى إلى تصاعد أعمدة من الدخان الأسود غطّت سماء المنطقة.
وشهدت شوارع المدينة حالة من الفوضى والاحتقان الشعبي، مع تزايد الغضب تجاه ممارسات “قسد”، التي طوقت مكان التظاهر وانتشرت بكثافة في محيط التجمعات الاحتجاجية.
استخدام القوة والعربات العسكرية
وبحسب روايات شهود عيان، فقد قامت “قسد” باستخدام العنف لتفريق المتظاهرين، حيث جرى استخدام الهراوات والعربات العسكرية في محاولة لتفريق المحتجين، وسط صرخات الغضب التي علت بين صفوف الأهالي، خصوصاً بعد تعرض أحد الشبان لإصابات متوسطة إثر اعتداء مباشر من أحد عناصر “قسد” أثناء محاولته توثيق الأحداث بهاتفه المحمول.
تصاعد التوتر الأمني في الحسكة
هذه الأحداث تأتي في سياق متصاعد من الاحتجاجات والاعتقالات التي تشهدها مناطق متفرقة من ريف الحسكة، في ظل اتهامات واسعة توجه لـ”قسد” بممارسة سياسات أمنية تعسفية ضد السكان، خصوصاً في أعقاب سقوط النظام السوري السابق، وزيادة الضغط على من تعتبرهم “موالين لحكومة دمشق”.
وكانت “قسد” قد نفذت، قبل أيام، حملة دهم واعتقال في الشدادي وريفها، أسفرت عن توقيف 15 مدنياً دون أي إعلان رسمي عن التهم الموجهة إليهم، ما زاد من حالة القلق والاستياء بين العائلات المحلية، ودفع عدداً من الأهالي إلى توجيه دعوات علنية للدولة السورية بالتدخل واستعادة السيطرة على المدينة، لضمان الإفراج عن المعتقلين ووقف الاعتقالات العشوائية.
استمرار الاحتجاجات رغم وعود التهدئة
ورغم التصريحات المتكررة من قادة “قسد” حول سعيهم إلى تحسين العلاقة مع المجتمعات المحلية، إلا أن الواقع الميداني على الأرض يعكس اتساع فجوة الثقة، واستمرار الممارسات التي يصفها السكان بأنها “استفزازية وقمعية”، في ظل غياب الشفافية وغياب آليات المساءلة الداخلية.