أخبار محلية

اكتشاف مدافن بيزنطية في معرة النعمان يعيد تسليط الضوء على إرثها الحضاري العريق

اكتشاف مدافن بيزنطية في معرة النعمان :في اكتشاف أثري جديد يعزز من مكانة مدينة معرة النعمان التاريخية، عثر أهالي المدينة في ريف إدلب الجنوبي على مدافن تعود إلى الحقبة البيزنطية، يُقدّر عمرها بأكثر من 1500 عام. وقد وقع الاكتشاف يوم الأحد الماضي أثناء عمليات حفر لبناء عقار سكني، ما دفع السكان إلى إبلاغ مديرية الآثار في إدلب التي سارعت إلى تأمين الموقع.

مدافن بيزنطية عمرها أكثر من 15 قرناً

بحسب محافظة إدلب، فإن الموقع يضم مدفنين أثريين، يحتوي كل منهما على ستة “معاذب” (ممرات جنائزية أو حجرات دفن)، وهي سمة معمارية تعود للعصور المسيحية المتأخرة. ويعد هذا الكشف إضافة نوعية للمخزون الأثري في المنطقة، ودليلاً جديداً على التنوع الحضاري في معرة النعمان.

المحافظة أكدت أن المدافن المكتشفة “تعكس الغنى الثقافي والتاريخي للمدينة”، مشيرة إلى أنها ستعمل مع الجهات المختصة على استكمال أعمال التنقيب والتوثيق، وربما فتح الموقع مستقبلاً أمام الباحثين والزوار.


معرة النعمان.. منبع الحضارات ومسقط رأس الفلاسفة

تقع معرة النعمان شمال غربي سوريا، وتُعد من أقدم المدن في البلاد، إذ تعود جذورها إلى العصور الآشورية، مروراً باليونانية والرومانية والبيزنطية وصولاً إلى العهدين الإسلامي والعثماني. وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي النعمان بن بشير الأنصاري.

إلى جانب تاريخها العسكري والثقافي، تُعرف المدينة بأنها مسقط رأس أبي العلاء المعري، أحد أبرز شعراء وفلاسفة العرب في العصر العباسي، وصاحب “رسالة الغفران” التي يُقال إنها ألهمت دانتي في كتابه “الكوميديا الإلهية”.


معالم أثرية خالدة ومتحف مهدد

من أبرز معالم المدينة:

  • قلعة المعرة: تعود للعهد ما قبل الروماني، وتتميز بموقعها الاستراتيجي وخنادقها العميقة.

  • الجامع الكبير: من أقدم المساجد في سوريا، يعود للعصر الأيوبي.

  • ضريح أبي العلاء المعري: شُيد في عهد السلاجقة.

  • خان مراد باشا (متحف معرة النعمان): أنشئ في القرن 16 وتحول عام 1987 إلى متحف يضم أكبر مجموعة فسيفساء رومانية وبيزنطية في الشرق الأوسط.

لكن المتحف تعرض لدمار واسع خلال الحرب، نتيجة قصف النظام السابق للمنطقة، ما تسبب بتلف أجزاء كبيرة من المبنى ومحتوياته. ومع ذلك، بذل السكان وعلماء الآثار جهوداً بطولية لحماية الفسيفساء، بتغطيتها بأكياس الرمل، ونقل بعض القطع إلى أماكن آمنة.


تراث في خطر

تعيش معرة النعمان اليوم بين أمجاد الماضي وتحديات الحاضر، حيث لا تزال عمليات النهب والتنقيب العشوائي تهدد الكثير من مواقعها الأثرية، في ظل ضعف الرقابة والحماية نتيجة الحرب. ومع ذلك، فإن الاكتشاف الجديد يحيي الآمال بإعادة تسليط الضوء على المدينة، وربما يشكل خطوة نحو إدراجها على خارطة السياحة الثقافية والاهتمام الدولي بالحفاظ على إرثها الفريد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى