
“الإدارة الذاتية” تتدخل لإخماد حرائق اللاذقية: استجابة وطنية أمام كارثة بيئية
حرائق اللاذقية:في خطوة وُصفت بأنها “إنسانية ووطنية”، أعلنت “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا عن إرسال فرق إطفاء ومساعدات لوجستية إلى محافظة اللاذقية، للمساهمة في جهود إخماد الحرائق التي تلتهم غابات الساحل السوري منذ بداية تموز الجاري.
عين العرب والقامشلي تستجيب للنداء
توجهت فرق الإطفاء التابعة لبلدية عين العرب/كوباني، مدعومة بكامل المعدات الأساسية، إلى المناطق المنكوبة في الساحل السوري. وأكدت بلدية عين العرب أن هذا الدعم يأتي من منطلق “الواجب الإنساني والوطني”، في مواجهة ما اعتبرته كارثة تمس الجميع.
كما أرسل فوج إطفاء القامشلي سيارتين إطفاء مجهزتين بكافة المستلزمات، بما في ذلك مادة الفوم والبودرة الكيميائية، بالإضافة إلى طاقم مدرّب يرتدي بدلات واقية وخوذ وكمامات وأحذية مخصصة للتعامل مع الحرائق.
هيئة البيئة: ما يحدث كارثة تفوق حدود الطبيعة
في بيان رسمي، وصفت “هيئة البيئة” التابعة للإدارة الذاتية حرائق اللاذقية بأنها “كارثة بيئية متفاقمة” تهدد ما تبقى من الغطاء النباتي في البلاد، وتزيد من تعقيدات الأزمة المناخية والاقتصادية التي تعاني منها سوريا منذ أكثر من عقد.
وأشار البيان إلى أن هذه الحرائق تُذكّر بسنوات الدمار الناتج عن العمليات العسكرية والقصف العشوائي، محذرًا من أن “الحرائق المفتعلة لا تقلّ خطورة عن الحرب التي دمّرت البلاد”.
ودعت الهيئة المجتمع الدولي والمنظمات البيئية إلى التدخل العاجل لحماية الغابات السورية، معتبرة أن حماية البيئة باتت “مسؤولية جماعية وضرورة للبقاء”، وليس مجرد ترفاً أو خياراً ثانوياً.
أضرار جسيمة.. والغابات تتحول إلى رماد
تزامنًا مع موجة الحرّ التي تضرب سوريا وتركيا، امتدت نيران حرائق اللاذقية لتطال مناطق مأهولة، ما دفع السلطات لإخلاء ما لا يقل عن 7 بلدات في ريف اللاذقية، دون تسجيل ضحايا بشرية حتى الآن.
ووفقاً لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الحرائق أثرت على نحو 5 آلاف شخص في أكثر من 60 تجمعاً سكانياً، معظمهم من النازحين. كما التهمت النيران حوالي 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية، أي ما يعادل أكثر من 3% من الغطاء الحرجي في سوريا.
تحديات الإطفاء: ألغام ومناطق وعرة
تواجه فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في احتواء النيران، خاصة بسبب وعورة التضاريس، وانتشار الألغام من مخلفات الحرب، فضلاً عن ضعف الإمكانات التقنية والمادية المتوفرة محلياً.
ورغم غياب الأدلة على أن هذه الحرائق مفتعلة، بحسب وزير الداخلية السوري، فإن ظروف اندلاعها وانتشارها السريع تثير مخاوف بيئية واقتصادية وأمنية، خاصة مع استمرار موجة الحرّ وجفاف التربة.
حرائق اللاذقية لم تعد مجرّد كارثة محلية، بل تهديد بيئي يمس سوريا كلها، يستدعي تضافر الجهود الرسمية والشعبية، إلى جانب دعم دولي حقيقي يحمي ما تبقى من طبيعة منهكة بفعل الحروب والمناخ.
إقراء ايضا:
الشرع في أبوظبي.. جولة خليجية تبدأ بخطاب الإعمار والانفتاح الاقتصادي
إسرائيل تفتح باب التطبيع مع سوريا.. هل يغيّر لقاء ترمب ونتنياهو قواعد اللعبة؟
تضامن إقليمي في مكافحة حرائق اللاذقية.. غابات الفرنلق تواجه الخطر الأكبر
إدلب تتحول إلى مركز تجاري: ميناء جاف ومنطقة حرة على مفترق الطرق الدولية