أخبار محلية

الإدارة الذاتية تُعلن إنهاء التعبئة في سد تشرين تمهيداً لتسليمه للحكومة السورية

الإدارة الذاتية تُعلن إنهاء التعبئة في سد تشرين:في خطوة لافتة تحمل دلالات سياسية وأمنية واسعة، أعلنت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، اليوم الإثنين 5 أيار 2025، إنهاء حالة “التعبئة الشعبية” التي كانت مفروضة منذ أكثر من ثلاثة أشهر في محيط سد تشرين بريف حلب الشرقي، في مؤشر واضح على بدء مرحلة جديدة من التفاهمات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، قد تنتهي بتسليم السد بشكل كامل إلى دمشق.

وجاء هذا الإعلان من خلال بيان رسمي صدر عقب زيارة وفد من مسؤولي الإدارة الذاتية، إلى جانب وجهاء وممثلين عن المجتمع المحلي، إلى موقع السد الواقع على نهر الفرات شرقي مدينة منبج، حيث تمت الإشارة إلى أن التعبئة التي شهدتها المنطقة كانت استجابة لما سُمّي حينها بـ”محاولات عدوانية وخطر داهم على المنشأة الحيوية”.

من الاحتجاج إلى التفاوض: مسار تطور الأحداث في سد تشرين

منذ مطلع كانون الثاني الماضي، شهد سد تشرين ومحيطه حالة من الاستنفار الشعبي والعسكري، بعد دعوات أطلقتها “الإدارة الذاتية” للتعبئة العامة، قالت إنها تهدف إلى “حماية المنطقة من التهديدات”، في إشارة إلى الحشود العسكرية التي بدأتها فصائل من الجيش الوطني السوري، خصوصاً فصيل “فجر الحرية”، عقب الفراغ السياسي والأمني الذي خلفه سقوط نظام الأسد.

ووفقاً لبيان الإدارة، شارك المئات من الأهالي، بمختلف مكوناتهم القومية والدينية، في تحركات جماهيرية مستمرة، إلى جانب انخراطهم في أنشطة احتجاجية ومظاهرات حاشدة، دعماً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية المرأة (YPJ) التي كانت تتولى حماية محيط السد.

وأكّد البيان أن التعبئة استندت إلى “واجب الدفاع عن الأرض والمكتسبات”، في ظل ما وصفه بـ”التهديدات التركية المتواصلة”، مشيراً إلى أن سد تشرين تحول خلال هذه الفترة إلى “رمز وطني للمقاومة والصمود” في وجه ما اعتبرته الإدارة أطماعاً إقليمية في شمال سوريا.

التسليم التدريجي للسلطات السورية: اتفاق برعاية التحالف الدولي

في خلفية هذا الإعلان، برزت معالم اتفاق جرى التوصل إليه خلال الأسابيع الماضية بين “قسد” والحكومة السورية، بدعم من قوات التحالف الدولي، نصّ على تسليم الإدارة التشغيلية والأمنية لسد تشرين إلى الدولة السورية، مع ترتيبات خاصة تضمن بقاء السد خارج إطار أي اشتباك مسلح أو استثمار عسكري من أي طرف.

وبحسب معلومات حصل عليها “تلفزيون سوريا”، عُقد اجتماع ثلاثي في موقع السد، منتصف نيسان الماضي، ضم ممثلين عن قسد والحكومة السورية وقوات التحالف، جرى خلاله تثبيت بنود الاتفاق، والتي تشمل انسحاب كل القوى العسكرية من محيط السد، وتشكيل قوة أمنية مشتركة لحمايته، وضمان استمرار عمله كمرفق حيوي يخدم ملايين السكان في المنطقة.

رسائل داخلية وإقليمية: أبعاد القرار وتوقيته

يأتي قرار إنهاء التعبئة في وقت حساس، حيث تسعى الأطراف المحلية والإقليمية إلى إعادة ترتيب أوراقها في شمال وشرق سوريا بعد الانهيار السياسي لنظام الأسد وتوسع رقعة الفوضى الأمنية، خاصة مع تنامي نفوذ فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا.

ويُقرأ الإعلان أيضاً كرسالة تهدئة موجّهة إلى دمشق، ضمن سياق سعي الإدارة الذاتية لتقريب وجهات النظر مع الدولة السورية في عدد من الملفات الخلافية، لا سيما ملف المنشآت الحيوية مثل السدود ومحطات الكهرباء والمياه.

وبالتوازي، بدأت وحدات من الجيش السوري وقوى الأمن العام بالانتشار التدريجي في منطقة السد، بحسب ما أكّدته وكالة “سانا” الرسمية، التي أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي “في إطار بسط سلطة الدولة واستعادة الخدمات العامة”.

خلاصة المشهد: هل تُفتح بوابة تفاهمات أوسع؟

مع إعلان الإدارة الذاتية انتهاء التعبئة في سد تشرين، تكون قد أرسلت إشارة واضحة على استعدادها للانخراط في ترتيبات سياسية وأمنية جديدة، تتجاوز مرحلة السيطرة المنفردة إلى نموذج من “الإدارة المشتركة” أو “الضمانات المتبادلة” مع دمشق، تحت رقابة التحالف الدولي.

هذه الخطوة، وإن بدت محصورة بمنشأة واحدة، قد تشكل مقدّمة لمسار تفاوضي أوسع، يشمل مواقع ومنشآت أخرى في شرق سوريا، وتفتح الباب أمام رسم خرائط نفوذ جديدة في مرحلة ما بعد الصراع.

إقراء ايضا:

وفد من وجهاء السويداء يزور داريا والأمن العام يفرض سيطرته على أشرفية صحنايا

الرئاسة السورية: الرئيس الشرع لا يملك حساباً على السوشال ميديا

تطبيق شام كاش يدخل الخدمة: راحة للموظفين أم عبء جديد

“الكاتو المسموم”.. إيران تهرّب المخدرات إلى سوريا عبر الحلويات المغلّفة

الاتفاق في السويداء: محافظ السويداء نقترب من جني ثمار الحلول التدريجية

إسرائيل تشن 12 هجمة جوية على سوريا.. تصعيد خطير وتحذيرات من استغلال الأقليات

قصف متبادل بين مجموعات مسلحة في ريف السويداء.. وتوتر متصاعد في الجنوب السوري

محادثات سعودية إيرانية بشأن سوريا وسط تصاعد التوترات الميدانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى