أخبار محلية

الاحتلال الإسرائيلي يتوغّل في تل كروم جبا ويحذر الأهالي من التواجد الليلي

الاحتلال الإسرائيلي يتوغّل في تل كروم جبا :في تصعيد جديد للتوترات جنوب سوريا، توغّلت دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، في منطقة تل كروم جبا بريف القنيطرة الأوسط، في خطوة تحمل رسائل ميدانية وسياسية متزايدة منذ سقوط نظام الأسد.

تحرك ميداني وتحذيرات مباشرة للسكان

بحسب مراسل “تلفزيون سوريا”، انطلقت الدورية من قاعدة العدنانية العسكرية، وسلكت طريق الصمدانية وصولاً إلى تل كروم جبا، حيث تمركزت لقرابة نصف ساعة قبل أن تعود أدراجها.

وأفاد شهود عيان بأن عناصر الاحتلال وجّهوا تحذيرات شفوية مباشرة إلى السكان المحليين، مطالبينهم بعدم التواجد على التل بعد الساعة الثامنة مساءً. ويُشار إلى أن التل يبعد نحو 6 كيلومترات عن الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، ما يثير تساؤلات حول أهداف هذا التوغل وتوقيته.

توغلات متكررة وتغيير في قواعد الاشتباك

لم تكن هذه العملية الأولى من نوعها. ففي الأشهر الماضية، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من العمليات البرّية المحدودة داخل الأراضي السورية، لا سيما في محافظات القنيطرة ودرعا وريف دمشق، بعد أن فرض سيطرته على المنطقة العازلة، وبدأ بتنفيذ مداهمات داخل القرى الحدودية.

ويُعد تل كروم جبا من النقاط ذات الأهمية الاستراتيجية، لكونه يشرف على مناطق متعددة من ريف القنيطرة الأوسط، وقد شهد خلال السنوات الماضية نشاطاً مكثفاً لفصائل محلية ومليشيات مرتبطة بإيران، وهو ما يدفع الاحتلال لتكثيف تواجده المؤقت والمراقبة في هذه النقاط.

تصعيد بعد سقوط النظام

شهدت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تصعيداً غير مسبوق عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، حيث نفّذت القوات الجوية الإسرائيلية مئات الغارات ضد مواقع عسكرية يُعتقد أنها تضم مقرات إيرانية أو مستودعات أسلحة تابعة لـ”حزب الله”.

وفي تحول لافت، توسعت الأهداف لتشمل مدنيين ومناطق مأهولة. ففي 17 آذار الماضي، قُتل أربعة مدنيين في غارة إسرائيلية على ريف درعا، بينما قضى ستة آخرون في قصف طال بلدة كويا بمنطقة حوض اليرموك، ما اعتبره ناشطون “تحولاً في قواعد الاشتباك واستهدافاً مباشراً للبيئة الحاضنة للمقاومة”.

مبررات الاحتلال وتغيير المشهد السوري

رغم اتساع رقعة تدخلاته، يؤكد جيش الاحتلال أن عملياته “لا تهدف إلى احتلال سوريا أو ضم أراضٍ منها”، بل تتركّز على “منع التهديدات المتزايدة على الحدود الشمالية، وضبط أي محاولة لنقل السلاح الإيراني إلى حزب الله”. إلا أن الواقع الجيوسياسي في الجنوب السوري بعد سقوط النظام بات مختلفاً، خاصة مع تقلص النفوذ الإيراني وغياب السلطة المركزية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى