أخبار محلية

الدفاع المدني السوري: لن نسمح بنسيان حمزة العمارين·· ونطالب بتدخل دولي عاجل

لن نسمح بنسيان حمزة العمارين:بعد مرور خمسة عشر يوماً على اختطاف المتطوع في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حمزة العمارين أثناء أداء مهمته الإنسانية في مدينة السويداء، جدّدت المؤسسة الإنسانية مناشدتها للإفراج الفوري عنه، محملة الفصائل المحلية المسيطرة على المدينة كامل المسؤولية عن مصيره وسلامته·

اختطاف في وضح النهار

تفاصيل الحادثة التي وثّقتها “الخوذ البيضاء” تفيد بأن العمارين دخل مدينة السويداء في مهمة رسمية لإجلاء فريق تابع للأمم المتحدة، وكان يقود سيارة تحمل شارات المنظمة الدولية ويرتدي الزي المعتمد للدفاع المدني· ورغم وضوح مهمته الإنسانية، فقد تعرّض للاختطاف من قبل مسلحين محليين عند دوار العمران، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة·

وقالت إحدى السيدات من أهالي السويداء إن العمارين قدّم لها المساعدة قبل لحظات من اختطافه، مؤكدة أنه كان متوجهاً مباشرة نحو موقع الفريق الأممي، الأمر الذي يعزز الرواية بأن العملية تمت رغم علم الخاطفين بطبيعة مهمته·

انقطاع الاتصال وتحذيرات من التلاعب

آخر تواصل بين الجهة الخاطفة والدفاع المدني جرى عبر هاتف العمارين، حيث أكد أحد المسلحين أنه “بخير”، ثم انقطع الاتصال تماماً، ولم تفلح محاولات المنظمة في الوصول إليه مجدداً، رغم تدخل وسطاء محليين·

وأعربت “الخوذ البيضاء” عن قلقها من احتمال استخدام سيارة الدفاع المدني المختطفة في أعمال قد تسيء للمؤسسة أو تعرض حياة مدنيين للخطر، مطالبة بإعادتها فوراً، وحذرت من العواقب القانونية والأخلاقية المترتبة على ذلك·

الدفاع المدني: لن نصمت

في بيانها الجديد، أكدت المؤسسة أنها “لن تسمح بنسيان حمزة العمارين”، مشددة على أن استمرار احتجازه يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويهدد سلامة العاملين في المجال الإنساني ويعرقل العمل المنقذ للحياة في سوريا·

وأضاف البيان: “من غير المقبول أن يتحول العاملون في الإغاثة والإنقاذ إلى أهداف في النزاع السوري”، داعياً إلى تحييد المؤسسات الإنسانية عن أي تجاذبات أمنية أو سياسية·

نداء إلى العالم

وجّه الدفاع المدني دعوة عاجلة إلى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي للتحرك الفوري، والضغط على الأطراف المسيطرة في السويداء من أجل إطلاق سراح العمارين، وضمان عودته سالماً إلى أسرته وزملائه·

ويؤكد مراقبون أن هذه الحادثة تسلط الضوء مجدداً على التحديات المتزايدة التي يواجهها العمل الإنساني في سوريا، خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة المركزية، حيث تتعدد الجهات المسلحة وتضعف المحاسبة القانونية·

خلاصة

حمزة العمارين ليس فقط متطوعاً يؤدي مهمة إنسانية، بل هو رمز لما تبقى من ضمير في ساحة حرب أنهكت الجميع· واختطافه، وسط الصمت المحلي والدولي، يشكل جرحاً جديداً في جسد العمل الإنساني السوري· وبينما تطالب الخوذ البيضاء بحريته، يبقى الأمل معقوداً على ضغط دولي يعيده إلى مكانه الطبيعي: بين أهله، في ساحات الإغاثة والإنقاذ·

 

إقراء المزيد:

لجنة اقتصادية مشتركة بين سوريا وروسيا 2025: نحو شراكة استراتيجية جديدة

التوترات الطائفية السورية تمتد إلى ألمانيا·· انعكاسات الأزمة السورية في المهجر

الفراغ السياسي في الساحل السوري بعد سقوط الأسد

وفاة يوسف اللباد في دمشق: روايات متضاربة وتساؤلات بلا إجابات

رواتب موظفين في السويداء تتعرض لسطو مسلح يعيق عمليات الصرف

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى