أخبار محلية

الشرع يتوعد بمحاسبة المتورطين في أحداث الساحل

الشرع يتوعد بمحاسبة المتورطين في أحداث الساحل

في تصريحات مثيرة، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز أن العنف الذي شهدته منطقة الساحل السوري يشكل تهديدًا لجهوده في توحيد البلاد التي مزقتها الحرب، وأشار إلى عزمه محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الأعمال، حتى لو كانوا من “أقرب الناس إليه”.

تعهدات بالعدالة ومحاسبة المسؤولين

في أول مقابلة له بعد اندلاع الاشتباكات العنيفة في الساحل، أوضح الشرع أن “سوريا دولة قانون”، مشددًا على ضرورة أن يُحاسب الجميع دون استثناء. وقال: “القانون سيأخذ مجراه على الجميع، مهما كانوا، حتى لو كانوا أقرب الناس إليّ أو أبعدهم”. واعتبر أن الاعتداء على الناس ودمائهم وأموالهم يعد خطًا أحمر يجب أن لا يتم تجاوزه.

اندلاع العنف في الساحل السوري

تعد أحداث الساحل التي بدأت في السادس من مارس 2025 من أكبر موجات العنف التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة. حيث نفذت عناصر من فلول النظام السابق هجمات استهدفت قوات الأمن والجيش السوري، ما أدى إلى مقتل عشرات الجنود. وعلى إثر ذلك، شنت القوات الحكومية حملة عسكرية واسعة، تخللتها تجاوزات ميدانية أفضت إلى مقتل مدنيين وسرقة ممتلكاتهم.

وقد أشار الشرع إلى أن العديد من الأطراف دخلت على خط الأحداث، ما أدى إلى تصاعد الاضطرابات وظهور انتهاكات متعددة.

وقال: “أصبح ذلك فرصة للانتقام من مظالم كانت مكبوتة لسنوات”، مؤكدًا أن الوضع تم احتواؤه إلى حد كبير.

التحقيقات وتشكيل لجنة مستقلة

على صعيد متصل، أعلن الشرع عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل، لتحديد المسؤولين عن الانتهاكات التي طالت المدنيين والجيش، بالإضافة إلى النظر في التسبب في هذه المواجهات. وأكد أن التحقيق سيحدد المسؤولين وسيتم تقديمهم للمحاسبة.

العلاقات الخارجية: التحرك مع روسيا وأمريكا

وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، تناول الشرع قضية العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مؤكدًا أن رفعها يعد ضروريًا لتحقيق الاستقرار في البلاد. وأضاف أن النظام السوري لم يتلق أي اتصال مع الإدارة الأمريكية الجديدة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، وأن الملف السوري ليس من أولويات واشنطن في الوقت الراهن.

من جهة أخرى، أكد الشرع على أهمية التعاون مع موسكو، مشيرًا إلى مراجعة الاتفاقيات العسكرية السابقة بين البلدين. وقال إن سوريا تسعى للحفاظ على علاقات استراتيجية متينة مع روسيا دون أن يشكل وجودها العسكري تهديدًا لأي دولة أخرى.

التهديدات الإسرائيلية

كما رفض الشرع التصريحات الإسرائيلية التي انتقدت الوضع في سوريا، معتبرًا إياها “كلامًا فارغًا”، وموضحًا أن إسرائيل هي آخر من يمكن أن يتحدث عن حقوق الإنسان في سوريا في ظل ممارساتها في غزة ولبنان.

خاتمة

في النهاية، أكدت تصريحات الشرع على رغبة سوريا في التقدم نحو الاستقرار الداخلي وإنهاء الصراعات الطائفية، مع تسليط الضوء على ضرورة محاسبة جميع الأطراف المسؤولة عن الفوضى والعنف في البلاد، خاصةً في وقت تشهد فيه سوريا تغييرات سياسية وأمنية مع تزايد الضغط الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى