أخبار محلية

الغجر السوريون: بين الغموض والهوية المجهولة

الغجر السوريون

في ظل الاهتمام المتزايد بالإثنيات في سوريا، يظل الغجر جزءًا غامضًا من الموزاييك الاجتماعي في البلاد. تُعرف هذه الفئة بعدة تسميات محلية، مثل “القرباط”، “النور”، أو “القرج”، وتعتمد على التراث الشفهي في نقل تاريخها، مما يجعل أصولها ومسارها التاريخي محل جدل دائم.

أصول الغجر: عرق أم أسلوب حياة؟

لا يوجد اتفاق واضح حول أصول الغجر، لكن أغلب الدراسات تشير إلى أنهم من أواسط آسيا، وانتقلوا عبر العصور إلى البلقان وإسبانيا، حيث تركوا بصمتهم في الفلامنكو. كما توضح بعض المصادر العربية أن الغجر، الذين عُرفوا بالزط، جاؤوا من الهند واستقروا لاحقًا في بلاد الشام ضمن الهجرات التاريخية.

وجودهم في سوريا: تاريخ غير محدد

لا يُعرف تاريخ دخول الغجر إلى سوريا بدقة، لكن بعض المؤرخين يرجحون أنهم وصلوا خلال الفتوحات الإسلامية، واستقر وجودهم بوضوح في العهد العثماني. يعيش الغجر السوريون في مناطق متفرقة، ويتحدثون بلهجات متأثرة بالبيئة المحيطة بهم، دون أن تكون لهم لغة موحدة.

الهوية والانتماء

رغم أنهم مسلمون في الغالب، إلا أن الدين لا يشكل ركنًا أساسيًا في حياتهم. ينقسم الغجر السوريون إلى مواطنين يحملون الجنسية، وآخرين مكتومي القيد، حيث لم تُلزمهم الدولة بتوثيق قيودهم المدنية.

المهن والعادات

تعتمد بعض القبائل الغجرية على النساء في كسب المال من خلال التنجيم، والاستجداء، وبيع الأدوات البسيطة، بينما يمارس الرجال تركيب الأسنان بطرق بدائية والعلاج الشعبي. رغم تراجع هذه المهن بسبب الوعي المجتمعي، إلا أن الغجر لم يندمجوا في سوق العمل التقليدي، إذ يعتبرون الاستقرار والوظائف الثابتة مخالفة لأسلوب حياتهم.

الغجر السوريون: حاضر غامض ومستقبل مجهول

ورغم انتشارهم في سوريا، لم يكن للغجر دور واضح في الحراك المجتمعي أو السياسي، بخلاف نظرائهم في تركيا الذين أنشؤوا منظمات للدفاع عن حقوقهم. وبينما يبقى وجودهم في سوريا غامضًا، فإن مستقبلهم يظل مفتوحًا على احتمالات عدة، متوقفًا على مدى استعدادهم للاندماج أو الحفاظ على نمط حياتهم المتنقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى