أخبار محلية

الهلال الأحمر السوري بعد سقوط الأسد: هل يستطيع التخلص من إرث الفساد واستعادة نزاهته؟

الهلال الأحمر السوري بعد سقوط الأسد

شهدت منظمة الهلال الأحمر السوري تغييرات كبيرة بعد سقوط نظام الأسد، حيث بدأت محاولة لإعادة هيكلة المنظمة التي كانت قد أصبحت تحت هيمنة النظام واستُخدمت لخدمة أجنداته. ولكن في الوقت ذاته، واجهت المنظمة تحديات كبيرة تتعلق بالفساد الإداري والمالي، فضلاً عن تهم تتعلق بسرقة المساعدات.

إرث الفساد في الهلال الأحمر السوري

خلال سنوات حكم الأسد، أصبحت منظمة الهلال الأحمر السوري أداة في يد النظام لتدعيم سلطته. استغل النظام المنظمة للحصول على أموال المساعدات الخارجية، حيث كانت البوابة الحصرية للمساعدات الإنسانية. في عام 2016، تولى خالد حبوباتي رئاسة الهلال الأحمر، وارتبطت المنظمة بالنظام بشكل مباشر، حيث سُيّرت الأموال لصالح النظام، وشهدت حالات فساد واسعة في عمليات توزيع المساعدات.

التغييرات بعد سقوط الأسد

بعد سقوط النظام، تم تعيين محمد حازم بقلة مديرًا جديدًا للهلال الأحمر، ليخلف حبوباتي الذي كان قد شغل المنصب لمدة طويلة. بدأت محاولات لتحسين الوضع داخل المنظمة، لكن التحديات ما زالت قائمة. فقد استمرت الاتهامات بسرقة المساعدات وفساد بعض الأفراد العاملين في المنظمة، رغم محاولات الإصلاح.

إعادة توزيع المساعدات

تمثل المساعدات الإنسانية جزءاً كبيراً من عمل الهلال الأحمر، حيث يتولى توزيع المساعدات على الأسر الأكثر احتياجاً في سوريا. ومع ذلك، هناك شكاوى من العديد من الأسر التي لم تحصل على مساعدات أو استلمت سلالًا غذائية ناقصة أو مختلفة عن المعايير المعتادة. في بعض المناطق، وقعت حالات فوضى أثناء توزيع المساعدات، ما أدى إلى حرمان الكثير من الأسر المحتاجة.

دور الهلال الأحمر في تقديم الدعم للمعتقلين

في سياق الإصلاحات، أطلق الهلال الأحمر برنامجًا خاصًا للمساعدة في لمّ شمل الأسر والمعتقلين السابقين. يوفر البرنامج خدمات مثل الرعاية النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والطبية للمعتقلين الذين أفرج عنهم حديثًا.

التحديات الحالية

على الرغم من التغييرات التي شهدتها المنظمة، فإن المشاكل ما زالت قائمة. فقد استمرت بعض الممارسات غير السليمة في توزيع المساعدات، وواجهت المنظمة صعوبة في التعامل مع الزيادة في عدد الأسر المحتاجة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك شكاوى تتعلق بتوزيع المساعدات على بعض الأسر غير المحتاجة أو المتورطة في بيع المساعدات.

الخلاصة

في الوقت الذي يعمل فيه الهلال الأحمر السوري على تحسين وضعه بعد سقوط الأسد، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً نحو استعادة نزاهته بالكامل. تحتاج المنظمة إلى مزيد من الرقابة والإصلاحات الداخلية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، بعيدًا عن الفساد والمحسوبيات.

إقراء ايضا:

وفد طبي من إدلب إلى الساحل السوري لدعم المستشفيات بعد الهجمات

إدارة ترامب وعقد صفقات تجارية مع الحكومة السورية: ما الذي حدث؟

اتفاق دبلوماسي بين كوريا الجنوبية وسوريا

اتفاق قسد مع الحكومة السورية بوساطة أميركية.. والبنتاغون يضع خططاً للانسحاب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى