
انسحاب تكتيكي.. القوات الأميركية تخلي قاعدتين في الحسكة مع تصاعد التهديدات الإيرانية
القوات الأميركية تخلي قاعدتين في الحسكة:كشفت مصادر عسكرية مطلعة في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أن القوات الأميركية بدأت بإخلاء قاعدتين عسكريتين في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، وذلك تحسباً لاحتمال تعرّضها لهجمات إيرانية، وسط تصاعد التوتر العسكري في المنطقة عقب الضربات الإسرائيلية على إيران.
ووفقاً للمصادر، فإن القوات الأميركية أخلت قاعدتي “استراحة الوزير” و”تل بيدر”، وقامت بنقل جنودها بالإضافة إلى مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية إلى مواقع أكثر تحصيناً، على رأسها قاعدة “الشدادي”، التي تضم مطاراً ومنظومات للدفاع الجوي والرادار.
نقل مظلوم عبدي ودبلوماسيين أميركيين إلى قاعدة محصّنة
وأشارت المعلومات إلى أن “استراحة الوزير”، والتي كانت تستخدم كمقر لإقامة قائد “قسد” مظلوم عبدي ومسؤولين أميركيين، أُخليت بشكل طارئ، وتم نقل القاطنين فيها إلى قاعدة الشدادي جنوب الحسكة، لما تتمتع به من حماية أعلى ضد الهجمات الصاروخية أو بالطائرات المسيّرة.
كذلك نقلت وحدة عسكرية صغيرة كانت متمركزة في “تل بيدر” إلى قاعدة “قسرك” القريبة، والتي تقع على نفس الطريق الدولي، وذلك في إطار خطة إعادة الانتشار الأميركي في المنطقة.
إجراءات مرتبطة بالتصعيد الإيراني
مصدر عسكري من “قسد” أكد أن هذه التحركات الأميركية تأتي ضمن إجراءات وقائية مؤقتة مرتبطة بالحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن قاعدة استراحة الوزير ستعود لوضعها الطبيعي فور انتهاء التهديدات.
وأضاف المصدر أن الولايات المتحدة بصدد تقليص عدد قواعدها العسكرية في شمال شرقي سوريا، والتركيز على التمركز في مواقع رئيسية أكثر أماناً مثل الشدادي وخراب الجير.
الدفاعات الأميركية تتصدى لهجمات إيرانية
في غضون ذلك، أكد مصدر مطلع أن الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف الدولي تمكنت خلال الأيام الماضية من إسقاط طائرات مسيّرة وصواريخ إيرانية في أجواء الحسكة، بالتحديد في محيط قاعدتي الشدادي وخراب الجير.
وأفاد سكان محليون من بلدة خراب الجير أن القاعدة أطلقت صواريخ دفاعية خلال ثلاث ليال متتالية، فيما شوهدت قنابل ضوئية وسُمعت انفجارات في المنطقة.
كما تداولت صفحات محلية صورة لصاروخ إيراني سقط في منطقة الهول، بالتزامن مع أصوات انفجارات فجر الأحد، يُرجح أنها ناتجة عن تصدي الدفاعات الجوية للتحالف لصاروخ إيراني.
تعليق التحركات ووقف الإمدادات مؤقتاً
وأشار المصدر إلى أن القوات الأميركية علّقت مؤقتاً تحركاتها خارج قواعدها في شمال شرقي سوريا، ولم تتلقَّ أي إمدادات لوجستية من العراق خلال الأيام الثلاثة الماضية.
واشنطن تُعيد تموضعها.. لا انسحاب كامل
وكانت مصادر مقربة من “قسد” قد كشفت في وقت سابق أن واشنطن تعمل على إعادة تمركز قواتها في خمس قواعد رئيسية فقط شمال شرقي سوريا، ثلاثة منها على الأقل تقع في الحسكة، بينما يُتوقع تقليص الوجود في دير الزور، ما لم تتغير التفاهمات بين “قسد” والحكومة السورية.
ورغم هذه التغييرات، تؤكد المصادر أن الولايات المتحدة لا تنوي الانسحاب الكامل من سوريا حالياً، وأن التحالف الدولي سيواصل عملياته ضد تنظيم “داعش” وتقديم الدعم العسكري والتقني لـ”قسد”.
إقراء المزيد
برنامج إيران النووي وتأثيره الإقليمي: مقارنة لمسارات خمس دول نحو القنبلة
تصعيد التوتر بين إسرائيل وإيران.. الولايات المتحدة تعزز قواتها الجوية في الشرق الأوسط
درعا والقنيطرة تحت النار: كيف أصبحت بوابة للصواريخ والمسيّرات الإيرانية؟
اعتقال رئيس أمن الدولة في دير الزور بتهم جرائم حرب وسرقة نفط
هل تتحول إيران إلى تشيرنوبيل جديدة؟ خبراء يحذرون الشرق الأوسط على حافة إشعاع نووي