أخبار محلية

بيان مشيخة العقل بعد أحداث جرمانا: الفتنة تهدد الوطن وعلينا الاحتكام للعقل والإيمان

بيان مشيخة العقل بعد أحداث جرمانا: في وقت يشهد فيه الشارع السوري حالة من التوتر والاحتقان، خرجت مشيخة العقل لطائفة المسلمين الموحدين الدروز عن صمتها، محذّرة من فتنة كبرى تهدد وحدة الوطن، وداعية إلى التمسك بلغة العقل والحكمة في مواجهة الخطابات التحريضية والانقسامات الطائفية.

بيان من عمق الأزمة: “الدين لله والوطن للجميع”

في بيان مشترك للشيخين يوسف جربوع وحمود الحناوي، أعادت مشيخة العقل التأكيد على الثوابت الوطنية والدينية للطائفة، مشيرة إلى أن “موقفها كان دائماً إلى جانب أبناء الوطن الواحد”، وأن سوريا الموحدة هي الأساس الذي لا يمكن التخلي عنه.

وشدّد البيان على أن “الأصوات النشاز التي حاولت النيل من مقام النبي الكريم” لا تمثل الطائفة المعروفيّة ولا المجتمع السوري، معتبراً أن تلك المحاولات “مدفوعة من أعداء الوطن”، هدفها إشعال نار الفتنة والتقسيم بين السوريين.

إساءة صوتية تشعل الشارع.. وتحذيرات من الانزلاق إلى المجهول

جاء البيان بعد تصاعد الاحتجاجات في مدينة جرمانا ومناطق أخرى على خلفية تسجيل صوتي مسيء نُسب لأحد الأشخاص، قبل أن تعلن وزارة الداخلية لاحقًا أن التسجيل “مفبرك”، مؤكدة استمرار التحقيقات لمعرفة الفاعل الحقيقي.

في هذه الأثناء، تعرّضت جرمانا لهجوم مسلح أسفر عن سقوط ضحايا معظمهم من عناصر الأمن، ما زاد من توتر الشارع، ودفع الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز إلى إصدار بيان شددت فيه على أن “الإساءة لا تُواجه بالفوضى”، داعية الدولة إلى تحمل مسؤولياتها.

مشيخة العقل: من يسيء للرموز لا يمثلنا

أعادت مشيخة العقل التأكيد على موقفها الثابت بأن كل من يتجرأ على المساس بالرموز الدينية “لا يمثل إلا نفسه”، وأنه “يتحمّل العقوبة المجزية”، في إشارة إلى أهمية سيادة القانون ورفض منطق الانتقام أو التعميم.

كما شدّد البيان على أن مثل هذه الأفعال تمثل “خروجًا عن القانون الأخلاقي والديني والاجتماعي”، وأن الاحتكام يجب أن يكون دائمًا للعقل، وليس للغضب، خصوصًا في لحظات التوتر الجماعي.

رجال الكرامة: دعوة لليقظة ورفض خطاب الكراهية

وفي سياق متصل، أصدرت مضافة رجال الكرامة بيانًا حمّلت فيه جهات خارجية مسؤولية ما يحدث، متهمة إياها بمحاولة زرع الفتنة بين أبناء الشعب السوري. ودعت إلى “الوعي واليقظة، وعدم الانجرار وراء أي خطاب يحرّض على الكراهية أو التفرقة”.

ما بين الحقيقة والفتنة.. المجتمع السوري على المحك

تشير مجمل البيانات والمواقف الصادرة عن المرجعيات الدينية في الطائفة الدرزية إلى إدراك عميق لحجم الخطر المحدق بسوريا اليوم، ليس فقط من الخارج، بل من داخل نسيجها الاجتماعي المتعب بفعل سنوات الحرب والانقسام.

وفي لحظة يتأرجح فيها المزاج الشعبي بين الغضب والخوف، يبدو صوت العقل أكثر من ضرورة؛ فالفتنة لا تفرّق بين طائفة وأخرى، وكل شرارة غضب غير منضبطة قد تفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها.

إقراء ايضا:

خط أنابيب كركوك بانياس.. خطوط النفط تحدد معالم التقارب العراقي السوري

توقيف عنصر سابق بالفرقة 25 متورط بارتكاب مجازر في اللاذقية

سوريا تفسخ عقد تأهيل مطاحن مع شركة روسية بقيمة 16.7 مليون يورو

الشيباني يلتقي المندوب الدائم للصين في الأمم المتحدة بحثًا عن تعزيز العلاقات..

مقتل وإصابة 15 عنصراً من قسد بهجوم مسلح في ريف دير الزور الغربي

التسجيل المسيء للنبي في جرمانا يشعل فتيل التوتر: قتلى وجرحى والسلطات تحقق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى