بدعم دولي.. اتفاقية لتحسين الأمن المائي في المليحة بريف دمشق
بدعم دولي.. اتفاقية لتحسين الأمن المائي في المليحة بريف دمشق
تحسين الأمن المائي في المليحة:في خطوة جديدة لتعزيز الأمن المائي وتحسين واقع الخدمات الأساسية. وقّعت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها اتفاقية تعاون تهدف إلى تطوير البنية التحتية المائية في مدينة المليحة بريف دمشق. وذلك بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وجرى توقيع الاتفاقية في مقر وزارة الطاقة بدمشق بحضور معاون وزير الطاقة لشؤون الموارد المائية المهندس أسامة أبو زيد. وعدد من المعنيين في قطاع المياه، في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى معالجة آثار التدهور الكبير الذي لحق بشبكات المياه خلال السنوات الماضية.
تفاصيل المشروع وأهدافه
وأوضح المهندس أسامة أبو زيد أن المشروع يتضمن إنشاء خزان مياه مرتفع بسعة 300 متر مكعب. إضافة إلى إعادة تأهيل خزان آخر في القسم الغربي من مدينة المليحة بالسعة نفسها. وربط الخزانين بشكل مباشر مع شبكة المياه العامة، بما يضمن استقرار الضخ وتحسين التوزيع.
وبيّن أن هذه الخطوة ستسهم في تأمين مياه الشرب لأكثر من 70 ألف نسمة، وتخفيف حالات الانقطاع المتكرر، خصوصاً خلال فترات الذروة في فصل الصيف، إضافة إلى رفع كفاءة الشبكة وتقليل الفاقد المائي الناتج عن الأعطال القديمة.
وأشار أبو زيد إلى أن المشروع سيساعد أيضاً في تخفيف الضغط عن المصدر الرئيسي المغذي لدمشق وريفها، والمتمثل بنبعي الفيجة وبردى. مؤكداً أن الاعتماد المفرط على هذه المصادر خلال السنوات الماضية زاد من التحديات المرتبطة باستدامتها.
أضرار واسعة في قطاع المياه
ولفت معاون وزير الطاقة إلى أن قطاع مياه الشرب تعرّض لأضرار كبيرة نتيجة تضرر البنى التحتية خلال السنوات الماضية. حيث قدّرت نسبة الأضرار بنحو 60 في المئة، شملت محطات الضخ، والخزانات، وخطوط النقل الرئيسية، وشبكات التوزيع داخل المدن والبلدات.
وأضاف أن هذه الأضرار انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين. سواء من حيث ضعف التزويد أو اضطرار الأهالي للاعتماد على مصادر بديلة مرتفعة الكلفة. مؤكداً أن إعادة تأهيل هذا القطاع تمثل أولوية وطنية لما له من ارتباط مباشر بالصحة العامة والاستقرار المجتمعي.
دور المنظمات الدولية
من جهته، أكد مدير برنامج الموئل في سوريا ولبنان هيروشي تاكاباياشي أن إطلاق المشروع في مدينة المليحة. يأتي ضمن إطار دعم المجتمعات المحلية وتحسين وصول السكان إلى مياه شرب آمنة ومستدامة.
وأوضح أن تحسين الأمن المائي لا يقتصر على توفير المياه فقط. بل يشكل أساساً لتعزيز الاستقرار الاجتماعي، ودعم سبل العيش، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة الأهالي إلى مناطقهم، مشيراً إلى أن التعاون مع الجهات الحكومية يسهم في ضمان استدامة هذه المشاريع على المدى الطويل.
المليحة ومعاناة مستمرة
وتُعد مدينة المليحة من المناطق التي عانت لسنوات من تدهور كبير في بنيتها التحتية المائية، حيث تضررت شبكات المياه بشكل واسع، ما أدى إلى ضعف التزويد وازدياد الاعتماد على الصهاريج ومصادر غير مستقرة.
ويأمل سكان المدينة أن يسهم المشروع الجديد في تحسين واقع المياه بشكل ملموس، لا سيما في ظل تزايد عدد السكان وعودة تدريجية للأهالي خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي رفع الطلب على الخدمات الأساسية.
خطة أوسع لتعزيز الأمن المائي
وتأتي هذه الاتفاقية ضمن خطة أوسع تنفذها وزارة الطاقة بالتعاون مع منظمات دولية وجهات داعمة، لإعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي في عدد من المناطق المتضررة، وتعزيز الأمن المائي كأحد الركائز الأساسية للتعافي المبكر.
وشملت هذه الجهود خلال الفترة الماضية توقيع عدة اتفاقيات لإعادة تأهيل وصيانة محطات المياه، وترميم خطوط النقل المائي، وتركيب وصيانة شبكات توزيع المياه، إضافة إلى تنفيذ مشاريع خاصة بشبكات الصرف الصحي، بما يسهم في تحسين الواقع الصحي والبيئي.
الأمن المائي والاستقرار المجتمعي
ويؤكد مختصون أن تحسين الأمن المائي يشكل عاملاً أساسياً في دعم الاستقرار المجتمعي والاقتصادي، إذ ينعكس بشكل مباشر على الصحة العامة، والتعليم، والنشاط الزراعي، ويحد من النزوح الداخلي الناتج عن نقص الخدمات.
وفي هذا السياق، ترى الجهات المعنية أن مشاريع المياه تمثل استثماراً طويل الأمد في مستقبل المجتمعات المحلية، وتساهم في بناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات الخدمية، خصوصاً في المناطق التي شهدت تراجعاً حاداً في مستوى الخدمات.
آفاق المرحلة المقبلة
ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع خلال الفترة المقبلة وفق جدول زمني محدد، على أن يتم لاحقاً تقييم أثره على واقع التزويد المائي في مدينة المليحة، تمهيداً لتعميم التجربة على مناطق أخرى تعاني ظروفاً مشابهة.
وتعكس هذه الاتفاقية توجهاً متزايداً نحو تعزيز الشراكات بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، بهدف مواجهة التحديات الخدمية، وتحسين الظروف المعيشية، ودعم استقرار المجتمعات المحلية في مرحلة ما بعد التدهور الواسع للبنية التحتية.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
محاكمة متهمين بأحداث آذار في الساحل السوري بدء الجلسة الثانية من استجواب
للذكور والإناث.. الداخلية السورية تفتح باب االانتساب للشرطة السياحية
وفاة عنصر من الدفاع المدني خلال عمله في إزالة مخلفات الحرب بريف حماة
الطقس في سوريا.. حالة جوية غير مستقرة وأمطار تتحول إلى ثلوج على المرتفعات



