
مباحثات سورية – تركية لتعزيز التعاون التربوي وإعادة بناء التعليم
تعزيز التعاون التربوي بين سوريا وتركيا وإعادة بناء التعليم
دمشق، 3 مارس 2025 – في خطوة هامة لتعزيز التعاون بين سوريا وتركيا في قطاع التعليم، التقى اليوم وفد تركي مع مسؤولين في وزارة التربية والتعليم السورية لمناقشة سبل التعاون التربوي والثقافي بين البلدين، بما يسهم في تحسين مستقبل الطلاب السوريين ودعم عملية إعادة بناء قطاع التعليم في سوريا.
تعزيز التعاون بين البلدين
عُقد الاجتماع في مبنى وزارة التربية والتعليم بدمشق، حيث تناول النقاش تطوير المناهج الدراسية وخطط الامتحانات العامة، بالإضافة إلى تسهيل معادلة شهادات الطلاب السوريين العائدين من تركيا. كما أكّد الجانبان ضرورة وضع آليات واضحة لتوحيد المعايير التعليمية بين البلدين، لضمان تحقيق نتائج تعليمية متميزة.
وأكد يوسف عنان، مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية والتعليم، على أهمية تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن مديريات التربية لمتابعة تطوير المناهج وتوحيد معايير معادلة الشهادات بين سوريا وتركيا. وأضاف أن هذه اللجنة ستكون بمثابة نقطة انطلاق لتبادل الخبرات بين الطرفين.
نظام امتحانات مُعدل
من جانبه، أوضح حمدو حجون، مدير الامتحانات في الوزارة، أن الامتحانات العامة ستُجرى وفق نظامين مختلفين. النظام الأول سيعتمد على المناهج الدراسية للمنطقة الشمالية، في حين سيشمل النظام الآخر بقية المناطق السورية. سيتم إعداد الأسئلة الخاصة بهذه الامتحانات مركزيًا في دمشق، مما يعزز من تكامل النظام التعليمي في جميع أنحاء سوريا.
دعم المعادلة الإلكترونية للشهادات
أعرب الوفد التركي عن استعداده لدعم عملية معادلة الشهادات إلكترونيًا من خلال أنظمة تدقيق برمجية متطورة. هذا التعاون سيتيح للطلاب السوريين العائدين من تركيا التقدم بشهاداتهم بسهولة ويسر، مما يعزز من فرصهم في استكمال دراساتهم في سوريا.
برنامج “إخوة المدرسة”
كما قدم الوفد التركي مقترحًا لإنشاء برنامج “إخوة المدرسة”، الذي يهدف إلى ربط المدارس في سوريا وتركيا عبر أنشطة ثقافية وتعليمية مشتركة. هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للطلاب في مختلف المجالات الأكاديمية والفنية.
أهمية الاتفاقيات التعليمية
اتفق الجانبان على أهمية تفعيل الاتفاقيات التعليمية بين سوريا وتركيا، حيث يجري العمل حاليًا على إعداد مسودة اتفاق تهدف إلى تعزيز الروابط الأكاديمية بين البلدين. هذا الاتفاق سيعود بالفائدة على الطلاب والمعلمين في كلا البلدين، ويسهم في تحسين جودة التعليم في سوريا، في ظل التحديات التي يواجهها قطاع التعليم السوري بعد سنوات من الحرب.
التحديات التي تواجه التعليم في سوريا
قطاع التعليم في سوريا يعاني من تحديات كبيرة بسبب الدمار الذي لحق بالعديد من المدارس جراء الحرب. فقد تركت البنية التحتية التعليمية في حالة يرثى لها، مع مبانٍ متهالكة تفتقر إلى الأساسيات الضرورية مثل المقاعد والكتب الدراسية. كما شهد القطاع تراجعًا في مستوى تأهيل وتدريب المعلمين، مما أثر بشكل مباشر على جودة التعليم وزاد من معدلات التسرب المدرسي.
تدمير المدارس وحول بعضها إلى ثكنات عسكرية عمق من الفجوة التعليمية بين الأجيال، ما حرم آلاف الطلاب من حقهم في التعليم. إضافة إلى ذلك، لم يُبدِ النظام السابق أي اهتمام بتطوير المناهج الدراسية أو تحسين بيئة التعلم، بل استغل المدارس لترويج دعايته السياسية.
المستقبل المشرق للتعليم في سوريا
على الرغم من كل هذه التحديات، تظل هناك آمال كبيرة في إعادة بناء قطاع التعليم في سوريا، بدعم من التعاون المشترك مع تركيا ومشاركة المنظمات الدولية. المباحثات الحالية تُعتبر خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث يسعى الجانبان إلى تحسين وتطوير المنظومة التعليمية بما يخدم مصلحة الطلاب السوريين ويعزز من مستقبلهم الأكاديمي.
من خلال تعزيز التعاون التربوي بين البلدين، يمكن لسوريا أن تبدأ مرحلة جديدة في إعادة بناء نظامها التعليمي بشكل شامل ومتطور، بما يحقق تكافؤ الفرص لجميع الطلاب، ويرسخ التعليم كأداة حيوية لبناء مستقبل أفضل للجيل القادم.
إقراء المزيد:
وزير الدفاع الإسرائيلي يجدد تهديدات نتنياهو بشأن الجنوب السوري ومزاعم حماية الدروز
ارتفاع أسعار الخبز في سوريا: مدير المخابز يشرح الأسباب والتداعيات
إعادة افتتاح مطار حلب الدولي وخطط لتشغيل مطار اللاذقية
الخارجية السورية تستعرض نشاطات أسعد الشيباني وإنجازاته الدبلوماسية
مركز الملك سلمان يدشّن مشاريع طبية تطوعية في دمشق لدعم القطاع الصحي السوري
مفوضية حقوق الإنسان: احتلال إسرائيل للجولان يهدد استقرار سوريا