أخبار محلية

تقنين قاسٍ في مياه الشرب يرهق سكان قدسيا بريف دمشق

تقنين قاسٍ في مياه الشرب:تعاني مدينة قدسيا الواقعة في ريف دمشق الغربي من أزمة مياه حادّة، حيث يخضع السكان منذ سنوات طويلة لنظام تقنين شديد في مياه الشرب، دون أي تحسّن يُذكر بعد سقوط نظام الأسد. وبحسب شهادات الأهالي والمصادر المحلية، تزداد المعاناة يومًا بعد يوم، في ظل تدهور البنية الخدمية وغياب الحلول الجذرية، الأمر الذي يجعل من أبسط حقوق الإنسان، كالحصول على مياه نظيفة، معاناة يومية.

انقطاع لثلاثة أيام مقابل 12 ساعة فقط

أفادت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا أن التقنين بلغ مستويات قاسية في عدد من أحياء المدينة. ففي مناطق مثل:

  • حي الشعار

  • حي الخياطين

  • منطقة الجمعيات

قد يستمر انقطاع المياه ثلاثة أو حتى أربعة أيام متتالية، يقابله وصل للمياه لا يتجاوز في أفضل الحالات 12 ساعة فقط.
وفي مناطق أخرى داخل المدينة، تستمر فترات الانقطاع لمدة 48 ساعة، وهي مدة طويلة تتطلب من السكان تدبير أوضاعهم بطرق بدائية في ظل غياب البدائل.

حلول بدائية ومخزون محدود

أمام هذا الواقع الصعب، يضطر الأهالي إلى اللجوء لأساليب بدائية وبسيطة من أجل توفير المياه وتخزينها لاستخدامها خلال فترات الانقطاع. وتنتشر في معظم البيوت أوانٍ بلاستيكية وبراميل مياه صغيرة لتجميع المياه فور توفرها.
وفي المقابل، تتأثر تفاصيل الحياة اليومية بهذا التقنين، حيث تؤجل ربات المنازل أعمال التنظيف والغسيل إلى ساعات توفر المياه، بينما يصبح الاقتصاد في استهلاك المياه أولوية قصوى لدى الجميع، حتى في أبسط الاستعمالات.

المياه لا تصل للخزانات وضعف الضخ يزيد الأزمة

ما يزيد من معاناة السكان هو ضعف ضخ المياه عند ساعات الوصل المحدودة. في معظم الحالات، لا تتمكن المياه من الوصول إلى الخزانات فوق الأسطح أو إلى الطوابق العلوية، مما يدفع السكان لاستخدام مضخات كهربائية لضمان تعبئة الخزانات.

لكن هذا الحل يصطدم بمشكلة إضافية تتمثل في تقنين الكهرباء، حيث تحتاج المضخات إلى وجود تيار كهربائي متزامن مع ساعة ضخ المياه. وبسبب غياب هذا التزامن بين جدول الكهرباء والمياه، يجد كثيرون أنفسهم عاجزين عن تعبئة خزاناتهم، حتى في ساعات الوصل، مما يعمق معاناتهم اليومية.

تراجع مصادر المياه.. خطر الصيف الجاف

تعتمد دمشق وريفها على عدة مصادر مائية رئيسية، من أبرزها:

  • نبع عين الفيجة

  • آبار نبع بردى

  • مياه جديدة يابوس

لكن هذه المصادر شهدت تراجعًا كبيرًا في منسوب المياه خلال السنوات الأخيرة بسبب انخفاض معدلات الأمطار والهطولات الثلجية.
وكانت المؤسسة العامة لمياه الشرب قد حذرت سابقًا من صيف جاف سيواجه المنطقة، مع توقعات بازدياد أزمة المياه، داعية الأهالي إلى ترشيد استخدام المياه والالتزام بالتدابير الوقائية.

معاناة مستمرة بلا حلول

رغم المطالبات المتكررة من السكان بإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة، لا تزال المشكلة قائمة دون أي تدخل فعّال من الجهات الرسمية. فالمشكلة ليست جديدة، بل تمتد لسنوات، لكنها أصبحت أكثر حدّة بعد انهيار البنية التحتية وفشل مشاريع الإصلاح في أعقاب انهيار النظام.
وباتت قدسيا واحدة من المدن السورية التي يعيش سكانها يوميًا بين تقنين المياه وتقنين الكهرباء، في معادلة معقدة تشل تفاصيل الحياة وتثقل كاهل الأهالي.

إقراء ايضا:

سوريا تبدأ إعادة الموظفين المفصولين بسبب الثورة.. والعملية مستمرة

لقاء سوري تركي في دمشق لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين

حملة أمنية في اللاذقية تستهدف السلاح المنفلت والمطلوبين

من كابوس العسكرية إلى أحلام قيد التحقيق.. كيف غيّر سقوط الأسد حياة شباب سوريا؟

أسايش تعتقل 16 عنصراً من داعش في مخيم الهول

رغم انخفاض الأسعار..ركود عقاري غير مسبوق في السويداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى