
توتر أمني في قطنا بعد مقتل ضابط بالأمن الداخلي خلال ملاحقة عصابة مخدرات
توتر أمني في قطنا :تشهد مدينة قطنا في ريف دمشق حالة من التوتر الأمني المتصاعد، عقب مقتل الضابط جميل وليد مومنة، أحد عناصر قوى الأمن الداخلي، خلال اشتباك مسلح مع مجموعة يُرجّح ارتباطها بعمليات تهريب المخدرات في القرى المحيطة بجبل الشيخ.
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ”تلفزيون سوريا”، فقد وقع الاشتباك مساء الخميس – الجمعة، حين نصبت وحدة أمنية بقيادة مومنة كميناً لمجموعة مسلحة كانت تحاول تهريب شحنة مخدرات يُرجح قدومها من الأراضي اللبنانية، وتحديداً بالقرب من قرية عيسم.
تفاصيل الاشتباك ومقتل الضابط
أوضحت المصادر أن الكمين أدى إلى اشتباك مباشر استمر لدقائق، أسفر عن مقتل الضابط جميل مومنة واعتقال اثنين من أفراد العصابة، كما تمت مصادرة الأسلحة المضبوطة وشحنة المخدرات.
وشيّع الضابط المقتول في جنازة ليلية حاشدة شارك فيها أهالي المدينة وأقاربه ورفاقه، في أجواء يخيّم عليها الغضب والحزن.
توترات أمنية وانتشار واسع للقوات
تبع الحادثة استنفار أمني واسع، حيث انتشرت عناصر الأمن الداخلي والمصفحات في شوارع قطنا ومداخلها الرئيسية، تحسباً لأي ردود فعل قد تؤدي إلى صدامات طائفية مع القرى الدرزية المحيطة، وسط تصاعد في خطاب الشائعات ومحاولات بعض الجهات لجر المدينة إلى اقتتال داخلي.
وأكدت مصادر محلية من قطنا أن بعض الشبان أقدموا على إحراق عدد من المحال التجارية المملوكة لمواطنين دروز، في رد فعل على مقتل الضابط مومنة، ما استدعى تدخل سيارات الإطفاء والقوى الأمنية لمنع تمدد الحرائق والحد من الاعتداءات.
تحركات لاحتواء الفتنة
وسط هذا التوتر، تحرّكت لجان محلية من أهالي قطنا ووجهاء القرى الدرزية، في محاولة للتهدئة واحتواء الأزمة، والتأكيد على أن ما حدث لا يجب أن يتحول إلى صراع طائفي.
وقالت مصادر ميدانية إن الهجوم الذي أدى إلى مقتل الضابط كان يستهدف شبكة تهريب مخدرات، ولا علاقة له بأي مكوّن اجتماعي، مشددين على أن العملية لا تمس مجتمعاً بعينه، وإنما تستهدف الخارجين عن القانون.
كما نفت جميع المصادر التي تواصل معها “تلفزيون سوريا” وقوع أي ضحايا مدنيين أو قتلى من أي طائفة خلال الحادثة، رغم سماع أصوات إطلاق نار كثيف في المدينة ليلة الخميس.
قطنا: مدينة تحت ضغط التهريب والتوازنات السكانية
تُعد مدينة قطنا مركزاً إدارياً حيوياً، وتضم أربع نواحٍ: مركز قطنا، بيت جن، سعسع، وجديدة عرطوز. ووفقاً لإحصاءات عام 2004، بلغ عدد سكان المنطقة أكثر من 207 آلاف نسمة، لكن التقديرات الحالية تشير إلى أن عدد السكان تجاوز نصف مليون نسمة، نتيجة التهجير الداخلي والتمدد السكاني في العقدين الأخيرين.
وتواجه قطنا اليوم تحديات مركبة بين الأمن، والنسيج المجتمعي، وتفشي عمليات تهريب المخدرات القادمة من الحدود اللبنانية، ما يُنذر بالمزيد من التوترات ما لم تُعالَج هذه القضايا عبر حلول متكاملة أمنية واجتماعية.
خلاصة
حادثة مقتل الضابط جميل مومنة فتحت الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حرجة تتعلق بالأمن المحلي، وانتشار المخدرات، والتعايش الطائفي في مدينة استراتيجية مثل قطنا. وبينما تعمل السلطات على تهدئة الأوضاع، يبقى السؤال الأكبر: هل تتمكن الدولة من محاصرة شبكات التهريب دون أن تفتح جبهات داخلية جديدة؟