
جدل في حلب بعد الاعتداء على مطرب شعبي·· و”الداخلية” تنفي تورّط الأمن
جدل في حلب بعد الاعتداء على مطرب شعبي:تصدّرت حادثة الاعتداء على المطرب الشعبي عمر خيري واجهة النقاش العام في سوريا، بعدما انتشرت تسجيلات مصوّرة توثّق ما تعرّض له من حلق شعر وكتابات على الجسد في أحد حفلات مدينة الباب بريف حلب، وسط تضارب في الروايات حول الجهة المنفّذة والدوافع الحقيقية وراء الاعتداء·
الداخلية السورية تنفي
وفي أول تعليق رسمي، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أي علاقة للأجهزة الأمنية بالحادثة، معتبراً ما يُتداول “حملة تضليل ممنهجة تهدف لتشويه صورة الأمن العام”، وفق وصفه· وأضاف أن الوزارة تتعامل بشفافية، وتتحمل مسؤوليتها في حال حدوث تجاوزات، لكنها لن تقف مكتوفة اليدين أمام “الافتراءات”، بحسب تصريحه·
خلفية الحادثة: حفلة تنتهي بالضرب والإهانة
وقع الاعتداء خلال حفل فني أُقيم في مدينة الباب، حيث اقتحم مجموعة من الشبان المكان وانهالوا بالضرب على عمر خيري، ثم قاموا بحلق شعره بالقوة وكتبوا عبارات على وجهه وصدره، بينما كانت الموسيقى مستمرة في الخلفية وسط جمهور مذهول·
وسرعان ما انتشرت مقاطع مصورة توثّق المشهد، وأثارت عاصفة من التفاعل على منصات التواصل، وسط حالة انقسام بين من أدانوا الحادثة بشدة ومن برّروها على خلفية ماضي المطرب السياسي وعلاقته المزعومة بالنظام السوري السابق·
تضارب الروايات
بينما ربط البعض الحادثة بمواقف سابقة لعمر خيري، واتهامه بالتغنّي ببشار الأسد خلال سنوات الصراع، ذهب آخرون إلى تفسير الحادثة على أنها ناتجة عن خلافات شخصية بين المطرب وبعض الحضور، بعيداً عن أي خلفية سياسية·
هذا التضارب سلط الضوء من جديد على واقع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث تفتقر العديد من المدن إلى مرجعية قضائية موحّدة، وتتوزع السلطات التنفيذية بين جهات متعددة، مدنية وعسكرية، ما يفتح الباب أمام الاجتهادات الفردية في “تحقيق العدالة”·
تفاعل واسع على منصات التواصل
منصات التواصل شهدت تفاعلاً واسعاً مع الحادثة، إذ عبّر كثيرون عن رفضهم لاستخدام العنف مهما كانت الأسباب· وكتب الصحفي قحطان مصطفى:
“مشاهد العنف ضد أي شخص، مهما كانت صفته، تفضح انهيار ما تبقى من القيم… وإذا صار العقاب بيد كل غاضب، فما الفرق بيننا وبين من نرفضهم؟”
في المقابل، اعتبر البعض أن خيري يتحمّل مسؤولية مواقفه السابقة، وأن ما حدث “رسالة رمزية”، في ظل صمت طويل تجاه من تغنّوا بالاستبداد، حسب تعبيرهم·
حادثة فردية أم مؤشر لغياب العدالة؟
يتّفق مراقبون على أن الحادثة، مهما كانت خلفياتها، تطرح تساؤلات جوهرية حول غياب آليات العدالة الرسمية في مرحلة ما بعد النزاع، وضرورة حماية الأفراد من العقاب الجماعي أو الانتقام الفردي·
في السياق ذاته، دعت منظمات مدنية محلية إلى فتح تحقيق شفاف في الحادثة، ومحاسبة من قاموا بالاعتداء، محذّرة من أن تكرار مثل هذه المشاهد يهدد السلم الأهلي ويقوّض أي مسعى لبناء بيئة قانونية آمنة في سوريا·
إقراء المزيد:
لجنة اقتصادية مشتركة بين سوريا وروسيا 2025: نحو شراكة استراتيجية جديدة
التوترات الطائفية السورية تمتد إلى ألمانيا·· انعكاسات الأزمة السورية في المهجر
الفراغ السياسي في الساحل السوري بعد سقوط الأسد
وفاة يوسف اللباد في دمشق: روايات متضاربة وتساؤلات بلا إجابات
رواتب موظفين في السويداء تتعرض لسطو مسلح يعيق عمليات الصرف