أخبار محلية

جوازات السفر بعد سقوط الأسد

 جوازات السفر بعد سقوط الأسد

عانى السوريون في الخارج خلال حكم بشار الأسد من صعوبة كبيرة في استخراج جوازات السفر، نتيجة للعديد من التعقيدات التي فرضها النظام، من حجز المواعيد الطويل، وارتفاع التكاليف المالية، إلى التأخير المستمر في إصدار الجوازات. هذه المشكلات كانت تتفاقم يوماً بعد يوم، مما جعل السوريين في الخارج يواجهون تحديات صعبة تتعلق بوثائقهم الرسمية، الأمر الذي انعكس سلباً على حياتهم اليومية.

لكن مع سقوط نظام الأسد، توقفت القنصليات السورية في الخارج عن منح جوازات السفر، مما وضع كثيراً من السوريين في مأزق. ولكن، بعد مرور شهرين على التوقف، استأنفت العديد من القنصليات والسفارات السورية منح الجوازات مرة أخرى، بينما لا يزال بعض السوريين في دول أخرى يواجهون صعوبة في استخراجها. فهل انتهت معاناتهم بالكامل؟ وما الحلول التي تم طرحها حتى الآن؟

توقف منح الجوازات… إرباك للسوريين في الخارج

في البداية، كانت القنصليات السورية في العديد من الدول قد توقفت عن إصدار جوازات السفر للمواطنين السوريين بعد سقوط الأسد، مما أدى إلى إرباك كبير في صفوف اللاجئين السوريين الذين كانوا بحاجة إلى جواز سفر جديد أو لتجديد جوازاتهم المنتهية. لهذا السبب، كان من الصعب على الكثيرين السفر إلى بلدانهم، أو تجديد إقامتهم في البلدان التي يعيشون فيها.

كان الحل المؤقت الذي طرحته بعض القنصليات هو منح وثيقة عبور للسوريين الذين لم يكن لديهم جواز سفر أو كانت جوازاتهم منتهية. هذه الوثيقة كانت تتيح لهم العودة إلى سوريا، ولكنها لم تكن بديلاً دائماً لجواز السفر. وقال عبد الرحمن الخالدي، موظف في القنصلية السورية بإسطنبول، إن القنصلية كانت تمنح وثيقة عبور مجانية للمواطنين السوريين في حال عدم امتلاكهم جواز سفر، وذلك لمساعدتهم على العودة إلى سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، قدمت بعض القنصليات السورية خدمة تمديد جواز السفر لمدة ستة أو تسعة أشهر بشكل مجاني. حيث كانت القنصليات تضع ختم التمديد على الجواز المنتهي الصلاحية ليصبح صالحاً للاستخدام لفترة مؤقتة ريثما تُستأنف عملية تجديد الجوازات. ورغم أن هذه الحلول كانت مفيدة للبعض، إلا أن هناك الكثير من السوريين الذين واجهوا صعوبة في استخدام هذه التمديدات بسبب رفض بعض المطارات العربية الاعتراف بها.

من السماسرة إلى المنصة الإلكترونية

قبل سقوط الأسد، كانت عملية حجز المواعيد لاستخراج جوازات السفر تمثل كابوساً حقيقياً للسوريين. إذ كان عليهم في كثير من الأحيان التواصل مع سماسرة للحصول على موعد مقابل مبالغ مالية باهظة. وقد تضمنت هذه الممارسات عمليات ابتزاز واضحة، حيث كانت القنصليات تماطل في منح المواعيد، مما يُجبر السوريين على دفع أموال إضافية للحصول على جوازاتهم.

ولكن بعد سقوط الأسد، بدأت الحكومة السورية الجديدة بتطبيق إصلاحات كانت تخدم المواطنين المغتربين. فقد بدأت القنصليات في بعض الدول بتقديم خدمات جديدة مثل حجز المواعيد عبر منصة إلكترونية، مما سهل بشكل كبير عملية استخراج جوازات السفر.

في هذا السياق، شدد الخالدي على أهمية التأكد من إتمام حجز الموعد عبر المنصة الإلكترونية قبل التوجه إلى القنصلية، بالإضافة إلى ضرورة إحضار مبلغ 100 دولار من الطبعة الجديدة، حيث القنصلية لا تقبل الطبعة القديمة لفئة 50 أو 100 دولار.

أما بالنسبة للوثائق المطلوبة للحصول على جواز السفر، فتشمل ورقة الموعد، والهوية السورية، وصورتين شخصيتين. كما أوضح الخالدي أن رسوم الحصول على جواز سفر عادي هي 300 دولار، بينما تبلغ رسوم الجواز المستعجل 800 دولار.

هذا التغيير كان خطوة هامة نحو محاربة الفساد الذي كان يهيمن على عملية استخراج الجوازات في عهد النظام السابق. كما كانت الحكومة السورية قد أعلنت عن استئناف إصدار جوازات السفر للسوريين المغتربين، وأكدت على أن عملية الحجز ستكون عبر المنصات الإلكترونية، وهو ما عزز الشفافية في هذه العملية.

التسهيلات الجديدة في القنصليات السورية

استأنفت القنصليات في دول معينة، مثل القنصلية السورية في إسطنبول، استقبال طلبات استخراج وتجديد جوازات السفر. وأصبح الآن حجز الموعد عبر المنصة الإلكترونية هو الخيار الوحيد للحصول على جوازات السفر. وقال عبد الرحمن الخالدي، موظف في القنصلية السورية في إسطنبول، إن الشخص الراغب في الحصول على جواز سفر يجب أن يقوم بحجز موعد عبر المنصة، مع إمكانية حجز مواعيد لستة أفراد من العائلة كحد أقصى، وذلك مرة واحدة في الشهر.

على الرغم من التسهيلات الجديدة، لا تزال بعض القنصليات تواجه تحديات. على سبيل المثال، لا يزال السوريون في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا يشكون من عدم القدرة على تجديد جوازاتهم بشكل كامل، حيث تقتصر الخدمات في بعض القنصليات على تمديد الجوازات عبر ختم يدوي، وهو ما لا يعترف به العديد من المطارات العربية والدولية.

جوازات المغتربين من داخل سوريا

في حالات أخرى، لجأ بعض السوريين في الخارج الذين لم يتمكنوا من استخراج جوازات سفرهم من القنصليات إلى التقديم للحصول على جواز سفر من داخل سوريا. حيث سمحت إدارة الهجرة والجوازات في سوريا للمغتربين بتقديم طلبات الحصول على جواز سفر عبر ذويهم أو وكلائهم في سوريا، وهي طريقة كانت قد تباطأت في بعض الأحيان بسبب الإجراءات البيروقراطية.

وقد تحدث أمجد الخطيب، أحد اللاجئين السوريين في السويد، عن تجربته في استخراج جواز سفره عبر هذه الطريقة، قائلاً إنه استغرق حوالي شهر لتسلم جوازه بعد تقديم طلبه داخل سوريا بمساعدة والده.

التحديات المستمرة

ورغم التحسن الملحوظ في الخدمات التي تقدمها بعض القنصليات السورية في الخارج، إلا أن هناك العديد من السوريين الذين لا يزالون يواجهون صعوبات في الحصول على جوازاتهم. هذه الصعوبات تتنوع بين عدم وجود قنصليات تتيح تجديد الجوازات في بعض الدول، وبين القوانين الجديدة التي تحد من حرية حركة السوريين. كما أن القنصليات التي استأنفت عملها تواجه مشاكل تتعلق بالاعتماد على الرسوم المقررة، وهي رسوم باهظة قد لا تكون في متناول الجميع.

الختام

على الرغم من أن تسهيلات جديدة قد تم إدخالها على عملية استخراج جوازات السفر، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام السوريين في الخارج. ومع استمرار التحولات في سوريا، يتطلع العديد من السوريين إلى مزيد من التسهيلات التي تضمن لهم حقوقهم في الحصول على وثائقهم الرسمية بشكل سريع وشفاف. وفي النهاية، تبقى أملهم في مستقبل أفضل مليء بالفرص والتيسيرات التي تتيح لهم العودة إلى حياتهم الطبيعية والمستقرة.

اقراء ايضا:

الهجرة والجوازات تصدر تعليمات جديدة بشأن منح جواز السفر للسوريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى