حملة شعبية لإعادة ترميم مستشفى “عائشة” في البوكمال بعد دمار طويل

حملة شعبية لإعادة ترميم مستشفى “عائشة” 

تحت شعار “التعاون قوة”، انطلقت حملة شعبية واسعة في مدينة البوكمال بريف دير الزور، بهدف إعادة تأهيل مستشفى “عائشة التخصصي” الذي دمرته الحروب والتخريب على مر السنين. بعد سنوات من الإهمال والدمار، جاء الوقت لكي يعود هذا المستشفى ليؤدي دوره في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين، وخاصة بعد الظروف الصعبة التي مرّت بها المدينة.

الدمار الذي تعرض له المستشفى

تأسس مستشفى “عائشة التخصصي” في عام 2010، وكان واحداً من المرافق الطبية الهامة في المنطقة. لكن مع بداية الحرب وتوسع نطاق الصراع، تعرض المستشفى لدمار شديد خلال سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة. وبحسب التقارير المحلية، فإن المستشفى شهد عمليات تخريب كبيرة، بما في ذلك قصف من طائرات التحالف الدولي.

الهيمنة الإيرانية والإهمال الطبي

بعد تحرير المدينة من قبضة تنظيم “داعش”، وقع المستشفى تحت سيطرة قوات النظام المخلوع، والتي كانت تهيمن عليها الميليشيات الإيرانية. ومن المعروف أن هذه الميليشيات حولت المستشفى إلى مقر لها، وخصصت جزءاً كبيراً من مرافقه لخدمة عناصرها العسكرية، بينما أهملت تقديم الخدمات الطبية للسكان المحليين. وكانت هذه المرحلة من أسوأ الفترات التي شهدتها المدينة، حيث استولت الميليشيات على معظم المستشفيات في المنطقة وخصصتها لمصلحتها الخاصة، مما أدى إلى تدهور الوضع الصحي بشكل كبير.

الحملة الشعبية لإعادة التأهيل

لكن بعد مرور سنوات من الإهمال، لم يلقَ المستشفى الدعم الكافي من قبل الجهات الرسمية، ما دفع أهالي المدينة وناشطين محليين إلى إطلاق حملة شعبية لإعادة تأهيل مستشفى “عائشة”. الحملة بدأت بتنظيف المستشفى وترحيل الركام الناجم عن عمليات القصف والدمار، بالإضافة إلى أعمال صيانة للبنية التحتية.

وفي تطور لافت، وصلت شحنات من المعدات الطبية والأجهزة الحديثة إلى المستشفى من المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار دعم الحملة الشعبية. هذه المساعدات الطبية ستسهم في تجهيز المستشفى بالاحتياجات الأساسية التي تفتقر إليها معظم المرافق الصحية في المنطقة.

أهداف الحملة وأهمية المستشفى

من أبرز أهداف الحملة هو استعادة المستشفى لدوره الحيوي في تقديم الخدمات الطبية لجميع أهالي البوكمال والقرى المجاورة. كما يسعى القائمون على الحملة إلى تحسين البيئة الصحية في المدينة، وضمان توفير رعاية طبية لائقة في وجه العديد من التحديات التي ما زالت تعاني منها المنطقة.

الاستجابة الشعبية

المبادرة الشعبية لاقت استحساناً كبيراً من أهالي المدينة، الذين عبّروا عن دعمهم الكامل لهذه الحملة وأشادوا بالجهود التي بذلها المتطوعون. ويؤكد الأهالي أن هذا الترميم ليس فقط إعادة لبناء البنية التحتية للمستشفى، بل هو أيضاً رسالة أمل لكل من تضرر من الحرب، مؤكداً أن أهالي المدينة هم جزء من الحل وأنهم قادرون على إعادة بناء ما دمرته الحروب.

خاتمة

تعد هذه الحملة بمثابة مثال حي على كيفية تكاتف الجهود الشعبية لإعادة الحياة إلى مدينة كانت قد عانت طويلاً. ومع استمرار العمل في إعادة ترميم مستشفى “عائشة”، يتطلع الأهالي إلى أن يكون هذا المشروع بداية لمزيد من المبادرات التي تساهم في تحسين الوضع الصحي والإنساني في البوكمال وريف دير الزور بشكل عام.