أخبار محلية

دمشق تبحث أزمة المياه مع منظمات إنسانية.. والفيجة تسجّل أدنى غزارة منذ سنوات

دمشق تبحث أزمة المياه مع منظمات إنسانية:في وقت تتفاقم فيه أزمة المياه في سوريا على وقع تراجع الهطولات المطرية وتزايد الضغوط السكانية، عقدت وزارة الطاقة اجتماعًا موسّعًا مع عدد من ممثلي المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد، بهدف وضع رؤية مشتركة للتعامل مع التحديات المتصاعدة في قطاع المياه.

الاجتماع، الذي ترأسه وزير الطاقة المهندس محمد البشير في مقر الوزارة بدمشق، ركّز على سبل تعزيز كفاءة استخدام الموارد المائية، وتحسين إمكانية الوصول إلى المياه، خصوصًا في المناطق المتضررة من النزاع والنزوح، وسط ظروف إنسانية ومعيشية صعبة.

موارد متراجعة.. واحتياجات متصاعدة

ناقش المجتمعون التحديات الفنية واللوجستية التي تعيق عمل المنظمات والمؤسسات المحلية في إيصال المياه إلى المستفيدين، وخاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة أو التي تشهد ضعفًا في البنية التحتية. كما طُرحت مقترحات حول تطوير آليات استجابة أكثر مرونة وديمومة، في ظل تناقص مصادر المياه العذبة وتنامي الاعتماد على الآبار الجوفية.

وتأتي هذه التحركات في وقت بات فيه ملف المياه يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإنساني في سوريا، مع دخول البلاد رسميًا تحت عتبة “الفقر المائي”، إذ انخفضت حصة الفرد السنوية من المياه إلى ما دون 500 متر مكعب، بحسب تقارير رسمية.

تقنين جديد في دمشق.. بسبب نبع الفيجة

في سياق متصل، أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق عن بدء تطبيق برنامج تقنين جديد لتوزيع المياه في العاصمة وريفها، اعتبارًا من يوم غد الأربعاء، في محاولة لتجاوز تداعيات نقص المياه الناجم عن تراجع غزارة نبع الفيجة إلى مستويات غير مسبوقة.

وقال مدير المؤسسة، المهندس أحمد درويش، إن كميات المياه المتدفقة من نبع الفيجة انخفضت هذا العام إلى ثلاثة أمتار مكعبة في الثانية فقط، مقارنة بأكثر من ستة أمتار في الأعوام السابقة. وهو ما دفع المؤسسة إلى اعتماد نظام التناوب في الضخ: يوم لتجميع المياه وآخر لضخّها إلى الأحياء.

وأكد درويش أن ترشيد الاستهلاك لم يعد خيارًا، بل مسؤولية جماعية، مضيفًا:

“المواطن شريك في تخطي هذه الأزمة، والحفاظ على الكميات المتوفرة من المياه هو جزء أساسي من خطة الطوارئ الحالية”.

رؤية وطنية واستراتيجية إقليمية

من جهته، كان وزير الموارد المائية السابق، المهندس أسامة أبو زيد، قد كشف في تصريحات سابقة عن ملامح رؤية استراتيجية لبناء مستقبل مائي مستدام في سوريا، تشمل تعزيز التعاون الإقليمي، وتوسيع استخدام التقنيات الحديثة، وتفعيل برامج التوعية المائية في المدارس والجامعات.

وأشار أبو زيد إلى أن الوزارة تضع التعاون مع دول الجوار على رأس أولوياتها، خاصة في ما يتعلق بإدارة الموارد المائية المشتركة بطريقة عادلة، بما يضمن عدم الإضرار بمصالح السوريين ويعزز فرص الاستقرار الإقليمي.

أزمة تتجاوز الجغرافيا

وبينما تستمر المعاناة اليومية لملايين السوريين في الحصول على المياه النظيفة، يحذر الخبراء من أن أزمة المياه في سوريا لم تعد مجرد مسألة خدمات، بل تحوّلت إلى أزمة وطنية ذات أبعاد سياسية واقتصادية وإنسانية. فالتغير المناخي، والنزاعات المسلحة، وسوء إدارة الموارد، كلّها عوامل تتقاطع لتنتج واقعًا مائيًا هشًا يهدد حق الإنسان الأساسي في الحياة.


خلاصة

في ظل أزمة متفاقمة وظروف مناخية متغيرة، يبدو أن سوريا بحاجة إلى تحالف وطني وإقليمي واسع لمواجهة أزمة المياه، يستند إلى الشفافية، والتخطيط بعيد المدى، وتعاون فعّال بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية. فالوقت ينفد، والمياه لا تنتظر.


إقراء ايضا:

موفق طريف: لا نتدخل في شؤون دروز سوريا وندعو لوحدة البلاد

ترمب يلمّح إلى رفع العقوبات عن سوريا: “نفكر في بداية جديدة”

وفد أممي يزور السويداء ويبحث الأوضاع الأمنية مع وجهاء الطوائف

وزير الخارجية الإسرائيلي: نرغب بعلاقات مستقرة مع “النظام السوري الجديد”

الرئيس الشرع:إلغاء قرارات الحجز الاحتياطي على ممتلكات السوريين الصادرة بأوامر أمنية

ترمب في الرياض.. قمة إقليمية ولقاء مرتقب مع الرئيس السوري في أول جولة خارجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى