أخبار محلية

سوريا: بعد إخماد 23 حريقاً.. وزير الطوارئ يحذّر من موسم حرائق خطير

سوريا: بعد إخماد 23 حريقاً:في ظلّ تصاعد درجات الحرارة ودخول البلاد فعلياً في موسم الحرائق الصيفي، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن فرق الإطفاء نجحت في إخماد 23 حريقاً حراجياً يوم أمس الإثنين، أغلبها في محافظة اللاذقية. التحرك السريع من قبل الدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحراجي منع انتشار النيران إلى مناطق أوسع، إلا أن الوزير حذر من أن الخطر لم ينتهِ بعد.

جهود متواصلة وفرق مستنفرة

في منشور عبر منصة “X”، أوضح الوزير الصالح أن جميع الحرائق تمت السيطرة عليها بنجاح، إلا أن فرق الإطفاء لا تزال منتشرة في عدة مواقع تحسباً لاندلاع النيران مجدداً بسبب الرياح أو الظروف الجوية الجافة. هذا الانتشار الوقائي يأتي ضمن خطة الطوارئ المعتمدة لموسم الصيف، والذي عادة ما يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحرائق في الغابات والأحراج.

شكر للإطفائيين والأهالي: “حراس الحياة”

وجه الوزير رسالة شكر وتقدير لرجال الإطفاء والدفاع المدني، وخصّ بالشكر سكان مدينة مصياف الذين ساهموا بمساندة الفرق على الأرض، مشيداً بوعيهم العالي وتحركهم السريع. وقال:

“في كل يوم، يواجه رجال الإطفاء الأبطال ألسنة اللهب ويحاربون النار لحماية الأرواح والممتلكات والغطاء النباتي.. إنهم بحق حُرّاس الحياة”.

هذه الكلمات جاءت في وقتٍ حرجٍ يتطلب تضافر الجهود بين السلطات والمجتمع المحلي، خاصةً في المناطق الحراجية التي تُعد أكثر عرضة للخطر بسبب طبيعتها الجغرافية وكثافتها النباتية.

بداية موسم خطير.. و”سباق مع الزمن”

وحذّر الوزير من أن موسم الحرائق ما زال في بدايته، قائلاً إن الجهود الحالية ليست سوى مرحلة أولى في “سباق مع الزمن” لاحتواء أي حرائق قد تندلع في الأسابيع المقبلة، خصوصاً في ظل الظروف المناخية القاسية والتحديات الأمنية في بعض المناطق.

وأضاف:

“لدينا عمل شاق لحماية غاباتنا وأحراجنا، والغطاء النباتي في سوريا هو ثروة وطنية يجب أن نرعاها ونحافظ عليها، ليس فقط للبيئة، بل للأمن الغذائي والتوازن البيئي”.

الالتزام بحماية الإرث الطبيعي

أكد رائد الصالح أن الوزارة تعمل وفق خطة طوارئ مستمرة تهدف إلى حماية الإرث الطبيعي الذي تمثله الغابات السورية، قائلاً إن الغطاء النباتي يمثل “ثروة وطنية لكل السوريين ومن واجبنا جميعاً الحفاظ عليه لضمان التنوع الحيوي ومواجهة تغيّر المناخ”.

وقال أيضاً إن مسؤولية الحفاظ على الغابات ليست حكومية فقط، بل مجتمعية بالدرجة الأولى، داعياً الأهالي إلى الإبلاغ السريع عن أي دخان أو لهب، وتجنب إشعال النيران العشوائية في الهواء الطلق أو في المناطق الجافة.

اللاذقية تتصدر قائمة المناطق المتضررة

تُعد محافظة اللاذقية واحدة من أكثر المناطق عرضة للحرائق في سوريا، وذلك بسبب طبيعتها الجبلية وكثافتها الحرجية العالية، وقد سُجّلت فيها خلال يوم واحد 17 حريقاً حراجياً من أصل 32 حريقاً اندلع في البلاد، بحسب تقارير رسمية صدرت مؤخراً.

هذه الكثافة الحرائقية دفعت الوزارة إلى تكثيف جهود المراقبة والانتشار في ريف اللاذقية ومحيطه، بالتعاون مع البلديات المحلية وقوى الأمن الداخلي.

التحديات القادمة: تغير المناخ والإمكانيات المحدودة

رغم الجهود الكبيرة المبذولة، لا تخفى التحديات التي تواجهها فرق الطوارئ في سوريا، من نقص في المعدات الحديثة إلى صعوبة الوصول لبعض المناطق الوعرة. كما يشكل تغير المناخ عاملاً إضافياً يزيد من مخاطر اندلاع الحرائق، في ظلّ فصول صيف أكثر جفافاً وحرارة.

ولذلك، شدد الوزير الصالح على ضرورة رفع جاهزية فرق الإطفاء، وتأمين دعم إضافي في مجالات التدريب والتجهيزات، بالتوازي مع حملات توعية محلية للحد من السلوكيات التي قد تؤدي إلى إشعال الحرائق عن غير قصد.

نحو صيف أكثر أماناً

مع بدء موسم الحرائق فعلياً، تتجه الأنظار إلى قدرة الدولة السورية على التعامل مع هذا التحدي المتكرر سنوياً، خصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار التي تتطلب الحفاظ على الثروات الطبيعية وتجنب خسائر بيئية جديدة.

ويبقى التعاون بين السلطات والمواطنين، إلى جانب الدعم الدولي في مجال تقنيات الإطفاء والإنذار المبكر، شرطاً أساسياً لتجاوز هذا الموسم بأقل الأضرار الممكنة.

إقراء ايضا:

لبنان: ترسيم الحدود مع سوريا يتطلب وقتاً وتعاوناً فنياً وسياسياً

ترمب يرفع العقوبات عن سوريا ويبقيها على الأسد: انفتاح مشروط ورسائل سياسية مزدوجة

شطب 518 اسماً وإدراج 139 آخرين: خارطة العقوبات الأميركية على سوريا في 2025 وتداعياتها

جدل واسع في سوريا بعد قرار حظر استيراد السيارات المستعملة: بين حماية السوق وحرمان المواطن

في ذكراها الـ14.. الشبكة السورية لحقوق الإنسان تبدأ نشاطها من دمشق بعد ترخيص رسمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى