سوريا تحت المجهر الأميركي: جولة نيويورك تايمز في مدن ما بعد الحرب

منذ 8 ساعات

0 11 2 دقائق

جولة نيويورك تايمز في مدن ما بعد الحرب: بعد أكثر من عقد من الحرب والانهيار، تكشف جولة صحفية حديثة في عدد من المدن السورية كيف تبدو البلاد اليوم، وقد طوت صفحة حكم النظام السابق، وبدأت مرحلة جديدة يطغى عليها التناقض بين الأطلال والأمل، وبين الوجع والتطلع إلى إعادة البناء.

درعا.. مهد الثورة وآثار الخسارة

في المدينة التي أشعلت شرارة الثورة عام 2011، ما زالت آثار الغضب والدموع محفورة على الجدران. عند مدخل المدرسة التي خُطّت على جدرانها عبارة “إجاك الدور يا دكتور”، تقف والدة الطفل حمزة، الذي أصبح رمزاً للثورة، لتحكي عن وجع لا يزول، وشوق يومي لابنها الذي لم يعد.

درعا اليوم تعيش هدنة غير مستقرة، وواقعاً هشّاً، تحاول فيه العائلات أن تعيد ترتيب حياتها في ظل غياب مؤسسات قوية.

دمشق.. مدينتان في مدينة

في العاصمة، يتعايش وجهان متناقضان: مدينة تحاول أن تبدو طبيعية، بأضوائها ومقاهيها ومهرجاناتها الصغيرة، وأخرى مظلمة خلف الأبنية المدمرة، حيث تسكن عائلات من دون كهرباء ولا خدمات.

في حي القابون، تسكن فداء العيسى مع أطفالها بين الركام، تضيء بيتها بالشموع وتطبخ على الحطب، لكنها ترفض الرحيل، وتحاول جاهدة إقناع أقاربها بالعودة.

حمص.. من ساحة المعركة إلى محاولة المصالحة

في المدينة التي عرفت بعضًا من أعنف المعارك، تصطف طوابير من رجال فقدوا وظائفهم في مؤسسات النظام السابقة أمام مراكز الشرطة، يطلبون بطاقاتهم الشخصية. المثير أن بعض هؤلاء يتلقون المساعدة من معارضين سابقين، عادوا بدورهم لإعادة إعمار بيوتهم، في مشهد يعكس بداية تصالح صامت.

حلب.. العاصمة الاقتصادية تنهض على استحياء

حلب التي كانت قلب سوريا الاقتصادي، ما زالت تنفض عن نفسها غبار الحرب. المصانع بالكاد تعمل، والأسواق تعاني من ركود خانق. أحد الصناعيين الذين بقوا يقول: “إنتاجي اليوم لا يتجاوز 30%، وأحيانًا نفتح فقط للحفاظ على الأمل”.

تراجع الإنتاج ونقص السيولة وفقدان الأسواق جعل المدينة تترنح بين إرث الماضي وطموحات لم تتضح معالمها بعد.

تلمنس.. حياة تحت البلاستيك

في ريف إدلب، عاد عدد من السكان إلى منازل مدمرة جزئياً. لا نوافذ، لا سقوف، لكن هناك عزيمة. محمد عبد الرحمن، أحد العائدين، يقول: “أعيش تحت غطاء بلاستيكي… لكنني في بيتي”.

سرقت قوات النظام كل شيء قبل سقوطها، حتى الحديد من الأسقف، لكن من بقي يرى أن العودة رغم الألم أفضل من النفي الطويل.

أطمة.. طريق العودة

في مخيم أطمة، الذي أصبح مأوى لعشرات الآلاف، بدأت قوافل العائدين إلى بلداتهم. يحملون أمتعتهم، وأشجارًا زرعوها قرب خيمهم، ورسائل عناد وصبر طويلة.

أحد العائدين من كفر زيتا قال: “زرعت شجرة خوخ بجوار الخيمة… وأتمنى أن يأكل منها أولادي بعد العودة”.

سوريا اليوم.. لا سلام كامل ولا حرب شاملة

الجولة في المدن السورية ترسم صورة شديدة التناقض:

اقتصاد مشلول، لكن أسواق تحاول أن تدب فيها الحياة
بيوت بلا سقوف، لكنها مأهولة بأمل العودة
خوف ما زال كامناً، لكنه لا يمنع من ضحكة عابرة أو مصالحة خجولة
مجتمع مجروح، لكنه يبحث عن نفسه وسط الأنقاض

ربما لم تنتهِ فصول القصة بعد، لكن المؤكد أن سوريا بعد النظام تدخل مرحلة جديدة، تحكمها تحديات الداخل لا أوامر الخارج، وتعتمد على ما تبقّى من إرادة أبنائها لبناء المستقبل.

أردوغان يندّد بتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعم استقرار سوريا

الداخلية السورية تداهم وكر منفّذي هجوم كنيسة مار إلياس وتعتقل متزعم الخلية

قطر تندد بـ”الانتهاك الصارخ”.. إيران تقصف قاعدة العديد وتعلن “رداً موازياً”

فضيحة فساد تهز جامعة حلب: فصل 42 طالباً وتحقيقات تطال موظفين سابقين في النظام المخلوع

اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل.. تطبيع محتمل وتنسيق أمني مستمر

الأمن العام يوضح طبيعة الانفجار الذي هزّ العاصمة دمشق

الوسوم