
ضبط أكثر من 9 ملايين حبة كبتاغون: الداخلية السورية تعلن بعملية أمنية مشتركة مع تركيا
ضبط أكثر من 9 ملايين حبة كبتاغون :في تطور لافت على صعيد التعاون الأمني الإقليمي، أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الخميس، عن إحباط واحدة من أكبر عمليات تهريب الكبتاغون في تاريخ البلاد، بعد أن تم ضبط أكثر من 9 ملايين حبة مخدّرة، في عملية مشتركة مع وزارة الداخلية التركية.
وأكد مدير إدارة مكافحة المخدرات في سوريا، اللواء خالد عيد، أن العملية جاءت نتيجة تنسيق أمني مكثّف استمر لأكثر من شهر، تخلله تتبع دقيق لتحركات أفراد الشبكة، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على عدد من المتورطين، ومصادرة الكمية الضخمة من الحبوب المخدّرة.
كميات ضخمة وتهريب إلى تركيا
أوضح عيد أن حوالي 5 ملايين حبة كبتاغون كانت قد تم تهريبها فعلاً إلى داخل الأراضي التركية، في حين كانت الكمية المتبقية المعدّة للتهريب لا تزال في الداخل السوري، قبل أن يتم ضبطها من قبل الجهات المختصة.
وأضاف أن “الموقوفين أُحيلوا إلى النيابة العامة المختصة لمتابعة التحقيقات”، مؤكداً أن وزارته ماضية في “تتبع شبكات التهريب وتفكيكها، والعمل على حماية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة التي تتهدد الأمن الاجتماعي”.
عمليات موازية في حلب واللاذقية ودرعا
بالتزامن مع هذه العملية، أعلنت وزارة الداخلية أيضاً عن اعتقال عدد من المتورطين في تهريب وترويج المخدرات في مدينة حلب، بعد رصد ومتابعة دقيقة من قبل إدارة مكافحة المخدرات، حيث تم تحويلهم إلى التحقيق بناءً على أوامر قضائية.
كما شهدت محافظة اللاذقية، يوم الأربعاء، ضبط معمل حديث لتصنيع الكبتاغون في منطقة القرداحة، بحسب ما أفاد به مراسل تلفزيون سوريا. وتأتي هذه العملية بعد سلسلة من الحملات التي استهدفت معامل ومخازن مشابهة خلال الأشهر الماضية.
وفي محافظة درعا، أعلنت الداخلية الثلاثاء الماضي إحباط محاولة تهريب أكثر من 800 ألف حبة مخدّرة، وذلك ضمن خطة شاملة لمحاربة المخدرات عبر الحدود الجنوبية.
تحول بعد سقوط النظام السابق
منذ سقوط نظام بشار الأسد، شهدت سوريا تراجعاً ملحوظاً في عمليات تهريب الكبتاغون التي كانت تشكل إحدى أدوات الاقتصاد غير المشروع للنظام السابق، وخاصة الفرقة الرابعة التي اتُّهمت مراراً بإدارة خطوط التهريب عبر الحدود، وحماية مصانع إنتاج الحبوب المخدرة.
ويُعزى هذا التراجع إلى تفكك تلك الشبكات، بالإضافة إلى التغيرات في البنية الأمنية والسياسية في البلاد، وحرص الحكومة الجديدة على تطهير البلاد من هذه الآفة.
الحكومة الجديدة: لا حصانة لأحد
السلطات السورية الجديدة أكدت في أكثر من مناسبة أن مكافحة المخدرات “أولوية وطنية”، ولن يتم التهاون مع أي جهة أو شخصية متورطة، مهما كان نفوذها. وقد طالت الحملة الأمنية الأخيرة معامل مرتبطة بمجموعات كانت تعمل سابقاً تحت غطاء عسكري، وتحديداً ما يُعرف بـ “واجهات مدنية للفرقة الرابعة”.
كما تم ضبط معدات وآلات حديثة تُستخدم في تحضير حبوب الكبتاغون، في دلالة على تطور أساليب الإنتاج والتهريب، ما يعزز الحاجة لتعاون دولي أوسع في هذا الملف.
مكافحة مشتركة لحماية المجتمع
تعكس العملية الأمنية الأخيرة مؤشراً على جدية الحكومة السورية في إعادة فرض سلطة القانون، كما تسلط الضوء على أهمية التعاون مع دول الجوار، وخاصة تركيا، في مواجهة شبكات التهريب العابرة للحدود، التي شكلت خطراً حقيقياً على استقرار المنطقة.
ومن المتوقع أن تُبنى على هذه العملية خطوات أوسع لتعزيز تبادل المعلومات الأمنية، وتفعيل آليات المراقبة عبر الحدود، بما يسهم في حماية المجتمعات من خطر المخدرات، وضمان بيئة آمنة للمدنيين السوريين في مرحلة ما بعد الصراع.
إقراء ايضا:
تركيا تعتزم رفع زيادة صادرات الكهرباء والغاز إلى سوريا لتعزيز إنتاج الطاقة
الشرع يخاطب السوريين الليلة بعد رفع العقوبات الأميركية ولقائه التاريخي مع ترمب
ترمب يشيد بالشرع: “رجل قوي وجذاب” ونترقب نتائج رفع العقوبات عن سوريا
الخليج يرحّب برفع العقوبات عن سوريا وترمب يؤكد: “حان وقت الفرصة الجديدة”
سوريا تبدأ من الصفر: وزراء المال والاقتصاد يكشفون ملامح الاقتصاد الجديد بعد رفع العقوبات
مظلوم عبدي يرحب بلقاء الشرع وترمب ورفع العقوبات: فرصة لحوار بنّاء واستقرار شامل