أخبار محلية

طي صفحة مأساوية من النزوح السوري: مخيم الركبان يُغلق أبوابه

 مخيم الركبان يُغلق أبوابه:في لحظة طال انتظارها، أُعلن اليوم السبت، 7 حزيران 2025، عن انتهاء وجود مخيم الركبان الحدودي بعد أكثر من 11 عاماً من المعاناة. المخيم الذي وُصف طويلاً بـ”مثلث الموت”، لظروفه القاسية وموقعه الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، بات اليوم خالياً من سكانه، بعد مغادرة آخر العائلات النازحة إلى مدينة القريتين بريف حمص الشرقي.

آخر العائدين.. ونهاية المعاناة

وأكدت مصادر محلية أن آخر من تبقى في المخيم قد غادر صباح اليوم، في دفعة أخيرة تُنهي وجود أكثر من 8 آلاف نازح عاشوا سنوات من الحرمان والعزلة. وجرت عمليات تفكيك المخيم بتنسيق بين وجهاء العشائر ومبادرات مدنية محلية، في مشهد وصفه الكثيرون بـ”لحظة تاريخية”، تنهي واحداً من أكثر فصول النزوح السوري مأساوية.

منذ سقوط النظام.. تسارع في وتيرة العودة

بدأت خطوات الإخلاء مع سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، ما فتح المجال لآلاف النازحين بالعودة الطوعية إلى مدنهم وقراهم في البادية السورية، بعدما كانت العودة شبه مستحيلة بسبب القبضة الأمنية والحصار المطبق الذي فرضه النظام وحليفته روسيا.

مخيم الركبان.. منفى في قلب الصحراء

أُنشئ مخيم الركبان عام 2014 في خضم الحرب، ليكون ملاذاً للنازحين من ريف دمشق وتدمر والسخنة وأرياف حمص. لكنه سرعان ما تحول إلى مكان للموت البطيء، في ظل انعدام البنية التحتية، وانقطاع تام للمساعدات الإنسانية منذ عام 2019. الحصار، الجوع، الأمراض، وغياب الرعاية الطبية، كلها عوامل حوّلت المخيم إلى واحد من أسوأ أماكن اللجوء في العالم، بحسب منظمات حقوقية.

مسؤولون: نهاية الركبان بداية جديدة

وزير الإعلام السوري، الدكتور حمزة المصطفى، وصف تفكيك المخيم بأنه “نهاية فصل مأساوي من معاناة السوريين الذين صنع النظام السابق آلامهم بآلة حربه”. وأضاف أن المخيم لم يكن مجرد تجمع سكاني، بل “رمز للخذلان الدولي والحصار الوحشي”، مؤكداً أن الدولة السورية الجديدة ستعمل على تفكيك بقية المخيمات بإرادة لا تلين.

أما وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، فأعرب عن أمله بأن تكون هذه الخطوة بداية لمسار أكبر ينهي معاناة بقية المخيمات داخل وخارج سوريا، داعياً إلى توفير الضمانات الكاملة لعودة النازحين بكرامة وأمان.

نحو وطن يتسع للجميع

إغلاق مخيم الركبان يُعد بداية رمزية لمرحلة جديدة من التعافي السوري، حيث تعلو إرادة الحياة على ركام الحرب، ويبدأ السوريون بكتابة فصل جديد من تاريخ وطنهم، بعودة تدريجية تُعيد الحياة إلى المناطق التي هجّرتها القذائف والظلم والخذلان.


إقراء المزيد:

طيران ناس السعودي يعلن عن رحلتين أسبوعياً من جدة إلى دمشق

المقاتلون الأجانب في سوريا بعد سقوط الأسد.. التحدي الأخطر في طريق الرئيس السوري أحمد الشرع

اليابان تفتتح مركزًا رقميًا في جامعة دمشق لدعم الشباب السوري في مجالات التقنية والابتكار

الرئيس السوري أحمد الشرع: يصدر مرسوم منحة عيد الأضحى في سوريا 2025

أردوغان و محمد بن سلمان خلال اتصال يشيد برفع العقوبات عن سوريا : “خطوة إيجابية في طريق الاستقرار”

دمشق تحتفل بعيد الأضحى الأول بعد الأسد: بالونات حقيقية ومطاعم محجوزة وحريّات تعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى