أخبار محلية

عودة النازحين السوريين: أكثر من 825 ألف شخص يعودون إلى مناطقهم الأصلية

عودة النازحين السوريين: أكثر من 825 ألف شخص يعودون إلى مناطقهم الأصلية

شهدت سوريا خلال الأشهر الأخيرة تزايدًا في أعداد النازحين العائدين إلى مناطقهم الأصلية، حيث أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) بأن أكثر من 825 ألف نازح سوري عادوا منذ شهر كانون الأول/ديسمبر 2024. تأتي هذه العودة في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها.

حركة نزوح محدودة من المخيمات

أوضح تقرير الأمم المتحدة، الصادر يوم الخميس، أن معدلات النزوح من المخيمات لا تزال محدودة مقارنةً بعدد النازحين الإجمالي. فقد غادر نحو 80 ألف شخص المخيمات في شمال غربي سوريا، في حين خرج 300 شخص فقط من مخيم العريشة في الشمال الشرقي. ورغم عودة عشرات الآلاف، لا يزال هناك قرابة مليوني نازح يعيشون في الشمال الغربي، معظمهم في مخيمات مزدحمة وخيام مؤقتة لا توفر الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، مما يزيد من التحديات التي تواجههم.

تصاعد موجات النزوح منذ بدء “ردع العدوان”

سلط التقرير الضوء على أن النزوح الداخلي لا يزال مستمرًا نتيجة العمليات العسكرية والتغيرات الأمنية، حيث اضطر أكثر من 615 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم منذ انطلاق عملية “ردع العدوان” في 27 نوفمبر 2024. وتمركزت الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين في محافظتي إدلب وحلب، مما زاد من الضغط على البنية التحتية والخدمات الإنسانية في هذه المناطق.

عودة اللاجئين السوريين من الخارج

إلى جانب حركة النزوح الداخلي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 7 فبراير 2025 أن 270 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بعد التغييرات السياسية التي شهدتها سوريا عقب سقوط النظام الحاكم في 8 ديسمبر 2024.

وفي هذا السياق، قال ممثل مفوضية اللاجئين في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، إن أكثر من 25% من اللاجئين السوريين يخططون للعودة خلال العام المقبل، رغم التحديات التي لا تزال قائمة. وأكد أن اللاجئين يواجهون عقبات كبيرة تعيق عودتهم، أبرزها:

  • مخاوف تتعلق بالسكن وحقوق الملكية، حيث فقد الكثير من النازحين منازلهم أو تعرضت ممتلكاتهم للدمار.
  • الأوضاع الأمنية غير المستقرة، خاصة في المناطق التي شهدت معارك عنيفة.
  • ضعف الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية المتهالكة.
  • الصعوبات الاقتصادية، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

اللاجئون بين العودة والتردد

على الرغم من تزايد أعداد العائدين، كشف المسؤول الأممي أن أكثر من 60% من اللاجئين السوريين يفضلون زيارة سوريا أولًا قبل اتخاذ قرار العودة النهائي، للتأكد من تحسن الظروف المعيشية والأمنية.

إحصائيات النزوح واللجوء

تشير البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن الحرب المستمرة منذ سنوات أجبرت أكثر من 13 مليون سوري على مغادرة بلداتهم ومدنهم، ليصبحوا ما بين نازحين داخليًا أو لاجئين في الخارج.

  • 7.2 ملايين نازح داخليًا داخل سوريا، معظمهم في المناطق الشمالية.
  • 6.5 ملايين لاجئ وطالب لجوء موزعين على عدة دول، أبرزها تركيا، لبنان، الأردن، وأوروبا.

مستقبل العودة: بين التحديات والآمال

مع استمرار الجهود الدولية والمحلية لتأمين عودة آمنة وكريمة للنازحين واللاجئين السوريين، يبقى التحدي الأكبر في إيجاد حلول مستدامة تضمن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني، مما يسهم في إعادة بناء الحياة داخل سوريا بعد سنوات من الحرب والاضطرابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى