
غارات الاحتلال على ريف اللاذقية:”ليلة قاسية في سقوبين”·· شهادات الأهالي
غارات الاحتلال على ريف اللاذقية:عاش أهالي ريف اللاذقية ليلة مضطربة، بعد أن شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على ثكنة سقوبين العسكرية، ما أدى إلى انفجارات متتالية واندلاع حرائق في مخازن الأسلحة والذخائر· وبينما هرعت بعض الأسر إلى النزوح نحو مدينة اللاذقية أو إلى منازل أقاربهم، بقي آخرون تحت وطأة الخوف من تكرار القصف·
صدمة وهلع بين السكان
المدرس فائر داؤد، أحد سكان سقوبين، أكد أنه استيقظ على دوي الانفجارات وشعر بصدمة كبيرة، مشيراً إلى أن الأهالي توقعوا أن يكون القصف إسرائيلياً بسبب تكرار الاستهدافات السابقة· وأضاف أن القصف أجبر بعض الأسر على النزوح مؤقتاً، بينما عاش الأطفال ساعات طويلة من الرعب دون أن يتمكنوا من النوم·
وطالب داؤد الحكومة الجديدة بنقل الثكنات العسكرية بعيداً عن المناطق السكنية لحماية المدنيين، لافتاً إلى أن السكان نزحوا مراراً في السابق بعد استهدافات مماثلة، لكنهم عادوا بعد هدوء الأوضاع، قبل أن يفاجأوا بالقصف الأخير رغم وجود تفاهمات معلنة مع إسرائيل·
مخاوف قانونية وإنسانية
المحامي محمود ياسين أشار إلى أن الخوف رافق سكان اللاذقية طوال الليل، وسط قلق حول تفاصيل الضربة والجهة المنفذة· واعتبر أن الغارات تشكل خرقاً صارخاً للقوانين الدولية واعتداءً على سيادة سوريا، مؤكداً أن استمرار هذه الهجمات يعطل فرص التعافي بعد سنوات الحرب الطويلة ويهدد الأمن الإقليمي·
“ليلة قاسية” بنظر النساء والأطفال
من جهتها، روت نسرين، إحدى المقيمات قرب موقع القصف، تفاصيل تلك الليلة القاسية، موضحة أن شدة الانفجارات أدت إلى تحطم زجاج المنازل وسقوطه على الأرض· وأضافت أن النساء، خصوصاً الأمهات، واجهن صعوبة كبيرة في حماية الأطفال وتهدئتهم وسط أصوات الانفجارات المتواصلة·
وأكدت نسرين أنها وأفراد عائلتها اضطروا للنزول إلى الطابق الأرضي بحثاً عن مأوى أكثر أماناً، بينما حاولت التواصل مع الجيران والأصدقاء رغم صعوبات الاتصالات· كما لفتت إلى سرعة استجابة الدفاع المدني ووصول سيارات الإسعاف، لكنها شددت على أن الأثر النفسي على الأطفال يبقى الأخطر والأطول أثراً·
تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية
الهجوم الأخير جاء متزامناً مع غارات أخرى على مواقع عسكرية في ريف حمص، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية محيط منطقة الأوراس· وتندرج هذه الضربات ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تشنها إسرائيل على سوريا، سواء عبر الغارات الجوية أو عمليات التوغل والاستطلاع على طول الحدود مع الجولان المحتل·
وقد تصاعدت هذه الاعتداءات بشكل ملحوظ عقب سقوط نظام الأسد، إذ كثفت إسرائيل هجماتها على مواقع عسكرية سورية لمنع إعادة تأهيلها، مع استمرار سيطرتها على أجزاء من المنطقة العازلة في الجولان وقيامها بعمليات مداهمة واعتقالات في الأرياف الحدودية·
ختام
بين شهادات الخوف التي رواها الأهالي في سقوبين، والتحذيرات القانونية حول انتهاك السيادة السورية، تتضح خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد· فالغارات لا تستهدف مواقع عسكرية فحسب، بل تزرع القلق والرعب في حياة المدنيين، لتبقى ليلة سقوبين القاسية مثالاً صارخاً على معاناة السوريين المستمرة تحت نيران العدوان الإسرائيلي·
إقراء المزيد:
لجان سورية ولبنانية تبحث ملفات المحتجزين والمفقودين
التعاون بين سوريا وقطر في قطاع النفط والغاز
مقتل جنود إسرائيليين في غزة:جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 4 من جنوده
وقفة احتجاجية لموظفي وزارة الدفاع: أمام مبنى رئاسة الوزراء بدمشق