أخبار محلية

مغارات إدلب تتحول إلى بيوت مؤقتة للنازحين بعد دمار منازلهم

مغارات إدلب تتحول إلى بيوت مؤقتة للنازحين بعد دمار منازلهم

 

مغارات إدلب تتحول إلى بيوت مؤقتة:في ريف إدلب الجنوبي، وبين التلال القاحلة التي كانت يومًا عامرة بالحياة، تحولت المغارات الصخرية إلى بيوتٍ مؤقتة لعشرات العائلات التي فقدت منازلها تحت أنقاض الحرب. في قرية كفر سجنة ومحيطها، وجد الأهالي في تلك المغاور ملاذًا يحتمي بهم من برد الشتاء وحر الصيف، بعدما لم يبقَ لهم بيت يأويهم ولا سقف يظللهم.

ذكريات بين الحجارة

بصوتٍ أثقله العمر والتعب، يروي العم مصطفى قندح (65 عامًا) قصته قائلاً:

“حين عدنا من المخيمات كانت بيوتنا قد دُمرت بالكامل، لم نجد جدارًا قائمًا ولا بابًا نغلقه على أنفسنا. لجأنا إلى هذه المغارة التي كانت في الماضي مدجنة للدواجن، ثم أصبحت في زمن الحرب معقلاً للثوار. واليوم، عادت لتكون بيتنا الوحيد.”

يقول العم مصطفى إنهم قضوا نحو شهرٍ في تنظيف المغارة وتعديل أرضها، ثم قسموها إلى غرفٍ صغيرة وأضافوا ألواح طاقة شمسية لتأمين الكهرباء. لكن مشكلة المياه ما زالت تؤرق الجميع، إذ يضطرون إلى شراءها بالصهاريج لغياب أي شبكة تمدّهم بها.

ملاذ مؤقت بأمل العودة

يصف الرجل المكان بأنه “قاسٍ لكنه أرحم من الخيام التي كانت تقتلعها رياح النزوح”، مضيفًا أن كثيرًا من العائلات التي عادت من المخيمات رأت في هذه المغاور حلاً مؤقتًا يحفظ كرامتها ومؤنها حتى تتمكن من ترميم منازلها.
ورغم البرد والرطوبة وضيق المكان، يقول مصطفى:

“على الأقل هنا نشعر أننا قريبون من أرضنا، بين حجارة نعرفها، لا على هامش الوطن.”

عام على التحرير ولا جديد

أما أحمد الريمي، أحد سكان القرية، فيتحدث بمرارة عن غياب التحسن في الأوضاع المعيشية والخدمية رغم مرور عامٍ كامل على سقوط النظام المخلوع.

“مرّت سنة كاملة ولم يتغيّر شيء. عدنا إلى قرانا فوجدنا الركام مكان البيوت، ولا إمكانيات تسمح بالبناء. اضطررنا للمغارات لأن لا دعم ولا مساعدة من أحد.”

يضيف أحمد أن الحياة في المغاور صعبة بكل تفاصيلها — لا عمل، لا دخل، ولا بنية تحتية. ومع ذلك، يصرّ على البقاء في قريته:

“حتى لو كنت تحت شادر، يكفي أنك في بلدك. لا تدفع أجارًا ولا تشعر أنك غريب.”

أحلام مؤجلة وحياة صعبة

مغارات إدلب تتحول إلى بيوت مؤقتة:تشير تقديرات الأهالي إلى أن كلفة ترميم المنزل الواحد تتراوح بين ألفي وثلاثة آلاف دولار، وهو مبلغ لا يمكن للكثيرين تحمله. أكثر من خمسين عائلة عادت بالفعل من المخيمات، تحاول اليوم بناء بيوت صغيرة بأسقف مؤقتة من الشوادر لتأوي أبناءها وتحفظ ما تبقى من حياتها.

تختصر كلمات أحمد الريمي مأساة آلاف العائلات في ريف إدلب، التي لا تزال تنتظر بارقة أمل تعيد إليها حياةً كريمة بعد أعوام النزوح والدمار.
وفي الوقت الذي تظل فيه المساعدات شحيحة والظروف قاسية، تبقى تلك المغاور شاهدة على صمود الناس الذين اختاروا البقاء رغم كل شيء — لأن الوطن، حتى حين يصبح مغارة، يبقى أوسع من الغربة.

إقراء المزيد:

الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟

الدفاع المدني ينهي إزالة الأنقاض في 16 حيًا بحلب الشرقية

وزارة الدفاع التركية تنفي الشائعات: حول إشراك السوريين في الجيش

الاحتلال الناعم في القنيطرة: إسرائيل في محاولة لعزل الجنوب السوري

الوجود العسكري الأميركي في دمشق:قاعدة جوية بدمشق ضمن ترتيبات أمنية

اتفاقية توءمة بين تدمر وبيستوم لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى