العثور على مقبرة جماعية في حي السحاري بدرعا
العثور على مقبرة جماعية في حي السحاري بدرعا
مقبرة جماعية:أثار العثور على مقبرة جماعية في حي السحاري بدرعا موجة واسعة من الصدمة بين الأهالي. بعد اكتشاف رفات بشرية في منطقة كانت سابقاً تحت سيطرة قوات النظام المخلوع. لتفتح الحادثة جرحاً قديماً في ذاكرة المحافظة التي شهدت أعنف فصول الصراع السوري خلال السنوات الماضية.
ويعد هذا الاكتشاف من أخطر الأحداث التي تشهدها درعا منذ بداية العام. إذ أعاد إلى الأذهان روايات كثيرة عن وجود مواقع دفن جماعي لمدنيين ومقاتلين. قضوا خلال العمليات العسكرية التي شنها النظام ضد المدينة، والتي كانت مهد الثورة السورية منذ عام 2011.
تفاصيل العثور على المقبرة
ووفقاً لما نقلته صحيفة الوطن المقرّبة من الحكومة، فقد أبلغ عدد من سكان حي السحاري الجهات المختصة بعد مشاهدتهم بقايا رفات بشرية أثناء قيامهم بأعمال حفر في منطقة قريبة من حاجز عسكري قديم، يعرف باسم “حاجز حميدة الطاهر”، والمطل على وادي الزيدي في الجهة الشرقية الجنوبية من الحي·
وذكرت المصادر أن المكان كان يعتبر من أبرز النقاط العسكرية للنظام المخلوع خلال سنوات الحرب. حيث شهد عمليات اعتقال وتصفية ميدانية لعدد من الشبان، ما يعزز الاعتقاد بأن الرفات المكتشفة تعود لضحايا تلك الفترة.
وأضافت المصادر أن السلطات المحلية تواصلت مع فرق الدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي في درعا. إلى جانب الجهات المعنية في دمشق. بهدف إرسال فرق مختصة في الطب الشرعي والأدلة الجنائية للكشف على المقبرة الجماعية وتحديد هوية الضحايا عبر التحليل المخبري للبصمات الوراثية.
ومن المقرر أن تصل الفرق القادمة من العاصمة يوم الأحد المقبل. لتباشر أعمالها في الموقع وفقاً للإجراءات القانونية والفنية المتبعة في مثل هذه الحالات، وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسع في المدينة.
رفات بشرية في مدينة نوى
وفي حادثة متصلة، أعلن الدفاع المدني السوري أن فرقه استجابت لبلاغٍ آخر عن العثور على رفات بشرية في مدينة نوى شمال غرب درعا. بالقرب من تل الجموع، وهو موقع شهد معارك عنيفة خلال السنوات الماضية.
وأوضح الدفاع المدني في بيان أن الفريق المختص عثر على رفات عظمية مكشوفة يعتقد أنها تعود لشخص واحد. مشيراً إلى أن العمل جرى وفقاً للبروتوكولات الدولية الخاصة بتوثيق وجمع الرفات وانتشالها بطريقة تضمن سلامة الأدلة. تمهيداً لتسليمها إلى الجهات المعنية لاستكمال التحقيقات.
وأكد البيان أن جميع عمليات التوثيق تمت بحضور ممثلين عن الشرطة المحلية. وبالتنسيق مع الجهات الطبية في المحافظة، في خطوة تهدف إلى التعرف على هوية الضحايا ومطابقة بياناتهم مع سجلات المفقودين.
دعوات لفتح تحقيق شامل
من جانبهم، طالب ناشطون وحقوقيون في درعا بفتح تحقيق شامل ومستقل حول المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها في حي السحاري. داعين إلى إشراك منظمات دولية مختصة في فحص الرفات وجمع الأدلة، بما يضمن الحياد والشفافية.
ويرى حقوقيون أن اكتشاف مثل هذه المقابر قد يشكل دليلاً مهماً في توثيق جرائم الحرب. التي ارتُكبت خلال السنوات الماضية، مشيرين إلى أن درعا شهدت منذ عام 2012. عشرات البلاغات عن مقابر جماعية في مناطق مختلفة، إلا أن معظمها لم يتم التحقيق فيه بشكل رسمي.
وقالت “رابطة المفقودين والمعتقلين في سوريا” في بيان سابق إن “المقابر الجماعية المنتشرة في الجنوب السوري تمثل ملفات مفتوحة تنتظر العدالة”، مشددة على ضرورة إنشاء قاعدة بيانات وطنية تجمع عينات الحمض النووي لعائلات المفقودين بهدف المساعدة في تحديد هويات الضحايا·
تحذيرات الدفاع المدني
بدورها، حذّرت فرق الدفاع المدني السوري السكان المحليين من الاقتراب من مواقع الرفات أو المقابر الجماعية، أو محاولة نبشها بشكل فردي، لما قد تحويه من مخاطر صحية وأمنية·
وأكد الدفاع المدني أن التعامل مع هذه المواقع يتطلب إجراءات فنية دقيقة للحفاظ على الأدلة الجنائية، موضحاً أن أي تدخل غير متخصص قد يؤدي إلى إتلاف معلومات حيوية تساعد في تحديد هوية الضحايا أو معرفة أسباب الوفاة·
كما دعا الأهالي إلى إبلاغ مراكز الدفاع المدني أو الجهات الرسمية فوراً في حال العثور على أي رفات بشرية أو مؤشرات على وجود مقابر جماعية، مؤكداً أن هذه البلاغات تُسهم في تسريع عمليات الكشف والتوثيق وتحقيق العدالة للضحايا·
دلالات إنسانية وسياسية
ويرى مراقبون أن العثور على مقبرة جماعية في درعا يحمل أبعاداً إنسانية وسياسية عميقة، إذ يعيد تسليط الضوء على ملف المفقودين والمختفين قسراً في سوريا، الذي يعد أحد أكثر الملفات تعقيداً في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد·
ويعتقد بعض الباحثين أن استمرار اكتشاف المقابر الجماعية في مناطق مختلفة من سوريا، مثل حمص وحماة وريف دمشق، يشير إلى حجم الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المتصارعة، خصوصاً خلال السنوات التي سبقت سقوط النظام المخلوع·
كما يرى آخرون أن التعامل الشفاف مع هذه الاكتشافات قد يشكل خطوة نحو بناء الثقة بين الحكومة والمجتمع المحلي، في حال تم الكشف عن هوية الضحايا ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة، ما يسهم في تحقيق العدالة الانتقالية التي طال انتظارها·
ختاماً:مقبرة جماعية
مقبرة جماعية:يبقى العثور على مقبرة جماعية في حي السحاري بدرعا. شاهداً جديداً على المآسي التي عاشها السوريون خلال أكثر من عقد من الحرب. ودليلاً على ضرورة استمرار الجهود المحلية والدولية لكشف مصير المفقودين وإنصاف الضحايا.
ففي الوقت الذي تتجه فيه البلاد نحو مرحلة جديدة من إعادة الإعمار. ما زالت الأرض تكشف كل يوم عن طبقات من الألم الإنساني المدفون تحت ركام الحرب. وتذكّر السوريين بأن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا بالاعتراف بالحقيقة كاملة.
إقراء المزيد:
الدماغ لا يحب التغيير: كيف تعيد برمجة عقلك لتقبّل البداية؟
الرئيس الشرع من الرياض: العالم يستطيع الاستفادة من سوريا كممر تجاري
تسوية أنقرة مع حزب العمال الكردستاني·· هل تمهّد لتفاهمات أوسع في سوريا؟
سوريا تعترف بكوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة
الرئيس أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية الألماني في دمشق
الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية: يعزز التعاون الاستثماري خلال زيارته إلى الرياض



