أخبار محلية

مقبرة جماعية جديدة في دير الزور تثير القلق من تكرار جرائم النظام المخلوع

مقبرة جماعية جديدة في دير الزور :في تطور جديد يثير القلق، أعلنت محافظة دير الزور مساء يوم الثلاثاء، 1 تموز 2025، عن اكتشاف مقبرة جماعية بالقرب من منطقة البانوراما الواقعة على أطراف المدينة.
هذا الاكتشاف يعيد فتح ملف المقابر الجماعية المرتبط بالفترة المظلمة من حكم النظام السوري المخلوع، ويزيد من المطالب الشعبية بفتح تحقيقات شفافة لكشف مصير آلاف المفقودين.

وبحسب البيان الرسمي الصادر عن المحافظة، فقد تم إرسال فرق من الأمن الداخلي والدفاع المدني إلى الموقع فور تلقي بلاغ من أحد المواطنين، وتم البدء بعمليات تمشيط أولية. إلا أن الأعمال توقفت مع حلول الظلام بسبب احتمال وجود ألغام في المنطقة، على أن تُستأنف صباح اليوم التالي.

ويُشار إلى أن هذا الاكتشاف ليس الأول من نوعه في دير الزور، إذ شهدت المحافظة منذ سقوط النظام العثور على عدة مواقع دفن جماعي يُرجح أنها تضم ضحايا أعمال التصفية والاعتقال التعسفي على يد قوات النظام والميليشيات المرتبطة به.

وقالت المحافظة عبر معرفاتها الرسمية إن فرقاً من الأمن الداخلي والدفاع المدني توجّهت إلى الموقع بعد تلقي بلاغ من أحد المواطنين، حيث باشرت الفرق بتمشيط المنطقة، لكن عمليات البحث توقفت مع حلول الظلام واحتمالية وجود ألغام، على أن تُستأنف صباح الأربعاء.

وتأتي هذه الحادثة بعد أيام فقط من اكتشاف مقبرة جماعية في منطقة “مشروع فيلات الرواد” غرب دير الزور، وهي منطقة كانت تضم حواجز أمنية تابعة لقوات النظام المخلوع، ما يعزز الفرضية بأن هذه المقابر تضم ضحايا تم تصفيتهم خلال سنوات القمع والحرب.

موجة اكتشافات بعد سقوط النظام

منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، بدأ السوريون في عدد من المدن والبلدات بكشف مئات الجثث المدفونة في مقابر جماعية، تشير أصابع الاتهام فيها إلى الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة للنظام السابق.

وتقول منظمات حقوقية إن هذه المقابر تمثل دليلاً دامغاً على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتدعو إلى فتح تحقيق دولي ومحلي شفاف تحت إشراف متخصصين في الطب الشرعي والعدالة الانتقالية.

تحديات التعامل مع المقابر

إحدى أبرز العقبات التي تواجه التحقيقات هي عمليات النبش العشوائية من قبل الأهالي أو بعض الفصائل، ما يؤدي إلى طمس الأدلة الجنائية وانتهاك كرامة الضحايا. الدفاع المدني السوري، في وقت سابق، ناشد السلطات المعنية بضرورة التحرك العاجل لوضع آليات مهنية تضمن حفظ الأدلة وضمان حقوق العائلات.

وأكدت منظمات المجتمع المدني أهمية تشكيل لجان وطنية ودولية مختصة بالتنسيق مع أهالي الضحايا، من أجل معالجة هذا الملف بطريقة تحترم حقوق الإنسان وتحقق العدالة والمساءلة.

ملف المفقودين ينتظر العدالة

يُقدّر عدد المفقودين في سوريا بمئات الآلاف، قسم كبير منهم اختفوا قسراً خلال سنوات الحرب، وهو ما يجعل كل مقبرة جماعية تُكتشف اليوم فرصة جديدة لكشف الحقيقة، وتحقيق العدالة لعائلات قضت سنوات في انتظار خبرٍ عن مصير أحبائها.

ويأمل السوريون بأن يشكل هذا الملف أولوية للحكومة الانتقالية والمجتمع الدولي، بما يضمن تعويض الضحايا، ومحاسبة المسؤولين، وتحقيق العدالة التي طال انتظارها.


إقراء ايضا:

لبنان: ترسيم الحدود مع سوريا يتطلب وقتاً وتعاوناً فنياً وسياسياً

ترمب يرفع العقوبات عن سوريا ويبقيها على الأسد: انفتاح مشروط ورسائل سياسية مزدوجة

شطب 518 اسماً وإدراج 139 آخرين: خارطة العقوبات الأميركية على سوريا في 2025 وتداعياتها

جدل واسع في سوريا بعد قرار حظر استيراد السيارات المستعملة: بين حماية السوق وحرمان المواطن

في ذكراها الـ14.. الشبكة السورية لحقوق الإنسان تبدأ نشاطها من دمشق بعد ترخيص رسمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى