
مقتل شاب برصاص قسد في البوكمال يُشعل الغضب الشعبي
مقتل شاب برصاص قسد في البوكمال: في ريف دير الزور الشرقي، مساء الأحد 20 تموز 2025، جرّاء استهدافه برصاص مباشر من قبل عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المتمركزين على الضفة المقابلة من نهر الفرات، في حادثة أثارت حالة من الغضب والاستياء الواسع بين الأهالي المحليين·
تفاصيل الحادثة
بحسب ما أفاد به مراسل تلفزيون سوريا، فإن الضحية يُدعى بشار مطيع الأحمد، وهو شاب مدني كان يتواجد على ضفة النهر في مدينة البوكمال الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، حين أُطلقت عليه رصاصة من الجهة المقابلة الخاضعة لسيطرة “قسد” وتحديدًا من بلدة الباغوز، ما أدى إلى إصابته إصابة مباشرة أردته قتيلًا في الحال·
وذكر شهود عيان أن إطلاق النار جاء بشكل مفاجئ، دون أي تحذير أو مبرر، رغم أن المنطقة التي كان يتواجد فيها الشاب تُستخدم غالبًا من قبل السكان المحليين لأغراض حياتية مثل الزراعة أو الصيد النهري، الأمر الذي زاد من حالة الاحتقان في المدينة، خصوصًا في ظل التوتر الأمني المتصاعد في ريف دير الزور منذ أسابيع·
ردود فعل غاضبة ومطالب بالتحقيق
عقب الحادثة، شهدت المنطقة المحيطة بحي النهر في البوكمال حالة من الغضب الشعبي، حيث تجمّع عدد من الأهالي مطالبين بالكشف عن الجهة المسؤولة عن إطلاق النار ومحاسبة الفاعلين، كما نُظّمت وقفات احتجاجية عفوية رُفعت فيها شعارات تندد بانتهاكات “قسد” بحق المدنيين، وخاصةً في المناطق الحدودية بين مناطق السيطرة المختلفة على ضفاف الفرات·
وأعرب السكان عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث، معتبرين أن “قسد” تتصرف بشكل عدائي تجاه المدنيين في المناطق المقابلة، دون وجود أي ضوابط أو محاسبة، ما يشكّل خطرًا على حياة الأبرياء، خاصة في ظل غياب أي تواصل أو تنسيق بين الأطراف المتنازعة يضمن حماية المدنيين·
سجل من الانتهاكات في دير الزور
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ تتكرر بين الحين والآخر وقائع مشابهة في مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا، حيث تتركز نقاط التماس بين “قسد” والقوات الحكومية، ما يجعل المدنيين عرضة للاستهداف المباشر أو غير المباشر· ويؤكد ناشطون أن الاستهدافات التي تطال المدنيين تزايدت في الآونة الأخيرة، خاصةً في ريف دير الزور الشرقي، حيث تشهد المنطقة منذ أشهر توترًا أمنيًا متصاعدًا، يتخلله اشتباكات متقطعة وعمليات أمنية·
وفي حادثة مماثلة مطلع الشهر الجاري، قُتل طفل في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قسد” برصاص أحد عناصر القوات أثناء مروره قرب حاجز عسكري، ما أثار موجة استياء كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد إلى الواجهة ملف الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها·
دعوات محلية ودولية للتحقيق
في أعقاب هذه الأحداث، جدّدت منظمات محلية وناشطون حقوقيون دعواتهم إلى فتح تحقيقات شفافة ومستقلة في الانتهاكات التي تُرتكب ضد المدنيين في مناطق شمال وشرق سوريا، مطالبين المجتمع الدولي ومكاتب الأمم المتحدة المعنية بالشأن السوري بالتدخل لحماية السكان ووضع حد للاعتداءات المتكررة، وتطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني في تلك المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية·
كما طالب ناشطون محليون بإرسال لجان مراقبة ميدانية محايدة لرصد الانتهاكات وتوثيقها، ووضع آلية لمحاسبة المسؤولين عنها، خصوصاً أن معظم الضحايا من المدنيين لا يملكون أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم، في ظل غياب القضاء المستقل أو المحاسبة الفعلية·
نداءات شعبية لوقف التصعيد
وفي ظل تصاعد الأحداث، وجّه أهالي البوكمال نداءً عاجلًا إلى الجهات المعنية في سوريا والمنظمات الدولية للمساعدة في وقف الانتهاكات وتهدئة الوضع على الأرض، من أجل حماية أرواح المدنيين وتوفير الحد الأدنى من الأمان، خصوصًا أن المنطقة تشهد تدهورًا في الظروف الاقتصادية والصحية، ولا تتحمل أي تصعيد أمني جديد·
وأكد عدد من وجهاء المنطقة أن استمرار هذا النمط من الاستهداف العشوائي قد يدفع الأهالي إلى مغادرة قراهم ومزارعهم على ضفتي الفرات، الأمر الذي يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في شرق سوريا، ويدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار·
إقراء المزيد:
انقطاع الاتصالات في السويداء·· ووزارة الاتصالات توضح الأسباب وتعلن عن خطوات عاجلة
القبض على مجموعة مسلحة في طرطوس خططت لزعزعة الأمن في طرطوس
محاولة إشعال حرائق بريف اللاذقية·· ضبط مجموعة من فلول النظام المخلوع