أخبار محلية

من وراء الكواليس: شخصيات مقربة من النظام المخلوع داخل “منظمة التنمية السورية”

منظمة التنمية السورية

في خطوة لافتة، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية عن تشكيل مجلس أمناء جديد لـ “الأمانة السورية للتنمية” وتغيير اسمها إلى “منظمة التنمية السورية”، بالتزامن مع استئناف عملها وفق نظام داخلي جديد، ما أثار تساؤلات حول الشخصيات التي تقف خلف هذه التعديلات ودلالاتها السياسية والاقتصادية.

تشكيل مجلس أمناء جديد وتغيير الاسم

أصدرت الوزارة قراراتها (106-107-108-125) لعام 2025، والتي نصّت على إعادة تشكيل مجلس الأمناء وتعديل اسم المنظمة، في خطوة بدت وكأنها محاولة لإعادة هيكلة المؤسسات المرتبطة بالنظام المخلوع تحت واجهات جديدة.

وضمّ التشكيل الجديد لمجلس الأمناء كلاً من:

  • محمد رضا جلخي
  • عبير محمد
  • عبيد الحميد الخالد
  • زكي مزيد
  • مكسيم خليل

علاقات خفية ونفوذ مستتر

بحسب مصادر خاصة، فإن عبير محمد ليست مجرد اسم ضمن المجلس الجديد، بل هي شخصية مقربة من أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام، وترتبط بعلاقات وثيقة مع رجال أعمال نافذين. عبير محمد هي زوجة غطفان عجوب، الشريك المؤسس في شركة “جمان”، والتي تضم أيضًا علي وهيب مرعي، صهر محمد خالد رحمون، وزير الداخلية السابق في النظام المخلوع.

وتكشف هذه العلاقات عن شبكة من المصاهرات والنفوذ المالي والسياسي، إذ يرتبط علي وهيب مرعي بعلاقات مصاهرة مع آل الأسد وآل شاليش، مما عزز مكانته كرجل أعمال بارز في طرطوس ووريث لإرث والده وهيب مرعي، المعروف بلقب “حوت طرطوس” والذي احتكر تجارة وصناعة الحديد لعقود بفضل دعمه لنظام حافظ الأسد.

مكتب أسماء الأسد “السري” والسيطرة على الاقتصاد

تقارير إعلامية، أبرزها ما نشرته “فاينانشيال تايمز”، كشفت سابقًا عن إدارة أسماء الأسد لجانب كبير من الاقتصاد السوري عبر “مكتب سري” تولى إدارة الأنشطة المالية المتعلقة بالحرب، بطرق غير قانونية، مستعينة بواجهات اقتصادية وشبكات رجال أعمال، مثل غطفان عجوب وعلي مرعي، لترسيخ هيمنتها.

صراع النفوذ داخل النظام

ورغم صعود وجوه جديدة في عالم المال والأعمال السوري، مثل سامر فوز ومحمد حمشو، إلا أن مكانة آل مرعي بدأت بالتراجع بعد وفاة “حوت طرطوس” وهيب مرعي عام 2017، خاصة مع حملة بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد ضد المقربين من رامي مخلوف.

وفي 2020، أقصى النظام علي وهيب مرعي من منصبه كنائب رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس، في إطار إعادة ترتيب المشهد الاقتصادي لصالح رجال أعمال جدد أكثر ولاءً للدوائر الضيقة داخل النظام.

إعادة الهيكلة.. تجديد أم إعادة تموضع؟

تثير إعادة تشكيل “منظمة التنمية السورية” التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوة مجرد تغيير في الواجهة، أم أنها محاولة حقيقية لإعادة توزيع الأدوار والنفوذ داخل النظام، خاصة مع تصاعد الصراعات الداخلية بين أجنحته الاقتصادية.

ويبقى السؤال: هل تشهد سوريا حقبة جديدة من إعادة تدوير الوجوه القديمة ضمن أطر جديدة، أم أن هذه الخطوة مجرد واجهة لتمكين شخصيات أكثر ولاءً للنظام، مثل عبير محمد وغطفان عجوب، من السيطرة على مفاصل التنمية والاقتصاد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى