أخبار محلية

وفاة يوسف اللباد في دمشق: روايات متضاربة وتساؤلات بلا إجابات

وفاة يوسف اللباد في دمشق: أثارت وفاة الشاب السوري يوسف اللباد في أحد أقسام الشرطة بالعاصمة دمشق، جدلاً واسعًا وتضاربًا في الروايات الرسمية والشعبية، وسط مطالبات بالكشف عن حقيقة ما جرى، ومحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات محتملة·

من هو يوسف اللباد؟

يوسف اللباد، شاب سوري يبلغ من العمر 42 عامًا، وُلد في حي القابون الدمشقي، ويقيم حاليًا في مدينة المعضمية جنوب العاصمة دمشق· يُعرف يوسف في محيطه الاجتماعي بأنه شاب هادئ، متزوج وله ثلاثة أطفال، ولم يسبق أن تم توقيفه أو ملاحقته قضائيًا بحسب أقاربه·

لحظة التوقيف الغامضة

تعود بداية القصة إلى مساء الجمعة 26 تموز 2025، عندما اقتيد يوسف إلى قسم شرطة القنوات في دمشق، بعد مشادة كلامية قيل إنها نشبت أمام جامع الأموي الكبير، حيث كان برفقة زوجته وأطفاله· وقالت عائلته إنه أُخذ من دون مذكرة توقيف واضحة، ودون معرفة السبب المباشر لذلك·

الوفاة المفاجئة وصدمة العائلة

في اليوم التالي، صُدمت العائلة حين أبلغها عناصر القسم أن يوسف توفي أثناء احتجازه، دون تقديم تفاصيل كافية· الرواية الرسمية، كما وردت في تصريحات أمنية، أشارت إلى أنه توفي نتيجة “أزمة قلبية مفاجئة”، وهو ما شككت فيه الأسرة بشدة، خاصة بعد مشاهدتها للجثمان قبل دفنه، حيث أكدت وجود كدمات وآثار تعذيب واضحة على جسده·

تحقيقات أمنية وأخرى نيابية

أمام الضغط الشعبي المتصاعد، أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها فتحت تحقيقًا في القضية للوقوف على ملابسات الوفاة، فيما أصدرت النيابة العامة في دمشق بيانًا مقتضبًا قالت فيه إنها تحقق في “ملف وفاة مواطن أثناء توقيفه”، دون أن تذكر اسم يوسف أو أية تفاصيل إضافية· وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تُنشر نتائج التحقيق أو تقرير الطب الشرعي بشكل رسمي·

ردود فعل حقوقية وشعبية

قوبلت وفاة يوسف اللباد في دمشق بردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون سوريون بفتح تحقيق شفاف ومستقل، ونشر نتائجه للرأي العام· كما دعت منظمات حقوقية سورية ودولية إلى إرسال بعثة رقابة محايدة، للتحقيق في ظروف الوفاة ومراجعة ظروف الاحتجاز في أقسام الشرطة السورية·

روايات متضاربة وغموض مستمر

ما يزيد من تعقيد القضية هو تضارب الروايات بين شهود عيان، وبين التصريحات الرسمية، وبين ما تقوله عائلة يوسف· فبينما تصرّ العائلة على وجود علامات عنف وتعذيب، تصرّ الرواية الأمنية على أنه لم يُمارس أي عنف ضد المحتجز، وأن وفاته كانت طبيعية·

هذا الغموض يترك علامات استفهام كبيرة حول طريقة تعامل أجهزة الأمن مع المواطنين، ويعيد إلى الواجهة ملفات حقوق الإنسان في البلاد، والتي لطالما وُجهت فيها انتقادات بشأن المعاملة داخل مراكز التوقيف·

هل يُفتح الملف أم يُطوى بصمت؟

رغم إعلان التحقيق، يخشى كثيرون من أن تلقى قضية وفاة يوسف اللباد نفس مصير عشرات الملفات المشابهة، التي لم تُحاسب فيها أي جهة، رغم وضوح التجاوزات· تبقى أعين أهله، وأعين المجتمع السوري، مترقبة لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وما إن كانت العدالة ستُمنح لرجل خرج من بيته ولم يعد·

 

إقراء المزيد:

وزارة الداخلية السورية تنفي حصار السويداء وتصفه بـ”الكذب والتضليل”

الخارجية السورية تدعو لتدخل إنساني عاجل في السويداء وسط تدهور الأوضاع

ملك الأردن:دعم الأردن لسوريا واستقرار المنطقة

لقاء مرتقب بين لافروف والشيباني في موسكو: مرحلة جديدة في العلاقات الروسية السورية

 سوريا تعود إلى منظومة الاتصالات العالمية: بعد عقد من العزلة الرقمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى