
100 عائلة تعود إلى خان شيخون.. خطوات صغيرة نحو استعادة الحياة في جنوب إدلب
100 عائلة تعود إلى خان شيخون:في مشهد مؤثر ينبض بالأمل رغم الألم، شهدت مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، يوم الجمعة 30 أيار/مايو 2025، عودة نحو 100 عائلة سورية مهجّرة إلى منازلهم، ضمن الدفعة الخامسة من حملة “عودة الروح إلى الجسد” التي تهدف إلى التخفيف من معاناة النازحين وإعادة الحياة إلى المدن التي دمرتها الحرب.
رحلة العودة بعد خمس سنوات من النزوح
جاءت هذه العائلات من مخيمات الشمال السوري، وتحديدًا من مناطق ريف إدلب الشمالي، بعد سنوات من النزوح القسري الذي فرضه القصف والتدمير الواسع الذي طال المدينة منذ سيطرة النظام السوري وحلفائه عليها في عام 2019.
وبحسب القائمين على الحملة، فقد تم تأمين نقل العائلات على نفقة “فاعل خير”، حيث حملت القافلة اسمًا رمزيًا: “في خان شيخون العيد أحلى”، تعبيرًا عن الأمل في استعادة مظاهر الحياة الطبيعية مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
حملة “عودة الروح إلى الجسد”: مبادرات أهلية تحاول رتق الجراح
تعد هذه القافلة الخامسة ضمن حملة أطلقها ناشطون وجهات أهلية، تهدف إلى دعم العائلات الراغبة في العودة عبر تغطية تكاليف النقل ومساعدتها في الوصول إلى منازلها التي هجرتها منذ سنوات.
ويؤكد المنظمون أن عودة الأهالي رغم التحديات الصعبة، تمثل رسالة صمود وإرادة على تجاوز المحنة، وتعكس رغبة شديدة لدى كثيرين في العودة إلى جذورهم، ولو وسط أنقاض الذكريات.
دمار واسع وبنية تحتية غائبة
ورغم هذا الحدث الإيجابي، ما تزال التحديات الإنسانية واللوجستية حاضرة بقوة. فمدينة خان شيخون، مثل كثير من مناطق ريفي إدلب وحماة، ما تزال تعاني من دمار هائل طال البنية التحتية، والمنازل، والمدارس، والمرافق الصحية، بفعل العمليات العسكرية المتكررة في السنوات الماضية.
كما أن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والتعليم ما تزال شبه غائبة، ما يجعل العودة محفوفة بالصعوبات ويجبر كثيرًا من العائدين على الاعتماد على المبادرات الأهلية والتعاون المجتمعي لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات.
عوامل تشجع على العودة.. رغم القلق
ويرى ناشطون أن انتهاء العام الدراسي كان من أبرز العوامل التي شجعت العائلات على العودة، بعد أن تحوّلت المدارس في كثير من مخيمات الشمال إلى مراكز مكتظة أو أُغلقت بالكامل بسبب غياب التمويل.
كما يعوّل بعض الأهالي على استقرار نسبي في الوضع الأمني، وحالة من التفاهم المجتمعي في المدينة، لمحاولة إعادة الحياة تدريجيًا، معتمدين على أمل بأن ما مرّ كان الأقسى، وأن المستقبل قد يحمل بارقة نجاة.
العودة إلى خان شيخون.. بداية رمزية أم تحول فعلي؟
ما تزال الأسئلة كثيرة حول ما إذا كانت هذه القوافل تمثل بداية فعلية لعودة منظمة وآمنة إلى المناطق التي سيطر عليها النظام سابقًا، أم أنها لا تتعدى مبادرات أهلية مؤقتة.
في ظل غياب خطط شاملة لإعادة الإعمار أو ضمانات واضحة تحمي العائدين من أي استهداف أمني أو إقصاء خدماتي، تبقى عودة هذه العائلات خطوة شجاعة فردية في طريق طويل لاستعادة مدنهم وأحلامهم المسروقة.