أخبار سياسية

إدارة أمن الحدود في سوريا: عملياتنا تستهدف التهريب وليس لبنان

حملة أمنية لمكافحة التهريب غرب سوريا

أكدت إدارة أمن الحدود في سوريا أن العمليات العسكرية التي نفذتها مؤخرًا في المناطق الغربية لم تستهدف الأراضي اللبنانية، وإنما ركزت على ملاحقة عصابات تهريب السلاح والمخدرات المرتبطة بالنظام المخلوع و”حزب الله”.

وأوضح المقدم مؤيد السلامة، قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود، أن الحملة الأمنية شملت تمشيط عدة قرى حدودية، من بينها حاويك، جرماش، وادي الحوراني، وأكوم، حيث وقعت اشتباكات مع مسلحين تابعين لشبكات التهريب.

ارتباط عصابات التهريب بـ”حزب الله” والنظام السابق

أشار السلامة إلى أن معظم هذه العصابات تعمل تحت إشراف “حزب الله”، الذي قام بتحويل المناطق الحدودية إلى معابر رئيسية لتجارة المخدرات وتهريب الأسلحة. كما أضاف أن النظام المخلوع لعب دورًا محوريًا في دعم هذه الشبكات، مما أدى إلى انتشار واسع لعصابات التهريب المسلحة على طول الحدود السورية-اللبنانية.

ووفقًا لوكالة الأنباء السورية “سانا”، فإن هذه الجماعات استغلت الفوضى الأمنية خلال السنوات الماضية لإنشاء مراكز تصنيع وتوزيع المخدرات، وهو ما دفع السلطات إلى التحرك لضبط الحدود وإغلاق ممرات التهريب.

نتائج الحملة الأمنية على الحدود

ضبط معامل مخدرات ومستودعات أسلحة

كشفت إدارة أمن الحدود أن القوات المشاركة في الحملة نجحت في تفكيك عدة مزارع ومستودعات مخصصة لتصنيع وتعليب الحشيش وحبوب الكبتاغون، إلى جانب مطابع لطباعة العملات المزورة، والتي كانت توفر مصدرًا ماليًا رئيسيًا لعصابات التهريب.

كما تمت مصادرة كميات ضخمة من الأسلحة والمواد المخدرة أثناء محاولة تهريبها عبر الحدود، ما يعكس حجم النشاط الإجرامي المتزايد في هذه المناطق.

نفي استهداف الأراضي اللبنانية

أكد المقدم مؤيد السلامة أن العمليات العسكرية اقتصرت على القرى السورية الحدودية، رغم تعرض القوات السورية لقصف من قبل عناصر “حزب الله”. ونفى أي استهداف للداخل اللبناني، مشددًا على أن الهدف الأساسي للحملة هو تفكيك عصابات التهريب وحماية الأمن الحدودي.

خطة أمنية متكاملة لمراقبة الحدود

تعزيز النقاط الأمنية ومنع تسلل المهربين

في سياق متصل، كشف السلامة عن خطة أمنية متكاملة لضبط الحدود بشكل كامل، تأخذ بعين الاعتبار التحديات الأمنية القائمة. وتهدف هذه الخطة إلى إغلاق جميع المنافذ غير الشرعية، ومنع تسلل المهربين، وتعزيز نقاط التفتيش والمراقبة.

كما أشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد توسيع انتشار القوات الأمنية في المناطق الحدودية، مع تكثيف استخدام التقنيات الحديثة لرصد أي تحركات مشبوهة.

إغلاق منافذ التهريب في ريف حمص

حملة عسكرية في بلدة حاويك الحدودية

في خطوة أخرى لتعزيز السيطرة على الحدود، أعلنت الحكومة السورية في محافظة حمص عن عملية عسكرية موسعة في بلدة حاويك الحدودية، التابعة لريف القصير، بهدف إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والممنوعات.

ووفقًا لمصادر ميدانية، شهدت البلدة توترات أمنية بعد اشتباكات بين الجيش السوري ومهربي المخدرات والسلاح، الذين كانوا يستخدمون مرصدًا عسكريًا تابعًا سابقًا لحزب الله كنقطة انطلاق لعمليات التهريب.

إنشاء نقاط حدودية جديدة في ريف حمص الغربي

أفاد مراسل تلفزيون سوريا أن الجيش السوري تمكن من فرض سيطرته على بلدة حاويك، مشيرًا إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار مساعي وزارة الدفاع لإنشاء نقاط أمنية حدودية في منطقة القصير بريف حمص الغربي، ما سيساهم في تعزيز الأمن ومنع عودة النشاطات التهريبية.

مستقبل أمن الحدود السورية-اللبنانية

تمثل هذه العمليات الأمنية جزءًا من جهود موسعة تهدف إلى فرض السيطرة على الحدود السورية-اللبنانية، والحد من أنشطة التهريب التي شكلت تهديدًا أمنيًا واقتصاديًا على مدار السنوات الماضية.

ورغم النجاحات التي حققتها الحملة حتى الآن، إلا أن تحديات كبيرة لا تزال قائمة، خاصة مع استمرار وجود شبكات تهريب منظمة تمتلك موارد وإمكانات كبيرة. ومع ذلك، تؤكد السلطات السورية التزامها بمواصلة العمليات الأمنية واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان استقرار المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى