
مقتل وإصابة مدنيين في دير الزور والرقة برصاص قسد وانفجار ألغام
مقتل وإصابة مدنيين في دير الزور والرقة:تستمر الحوادث المأساوية في مناطق دير الزور والرقة شرقي سوريا، حيث لقي ثلاثة مدنيين مصرعهم، بينهم امرأة، وأُصيب أربعة آخرون في حوادث متفرقة بسبب إطلاق نار من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وانفجار ألغام أرضية. هذه الحوادث تضاف إلى سلسلة من الانتهاكات التي تشهدها المنطقة، وسط مخاوف متزايدة من استمرار العنف وسقوط المزيد من الضحايا.
إطلاق نار من قبل “قسد” يودي بحياة مدنيين
بحسب مصادر محلية، قُتلت السيدة خديجة رزوقي، أمس الإثنين، برصاص عناصر “قسد” المتمركزين في بلدة ذيبان شرقي دير الزور، وذلك أثناء وجودها على الضفة المقابلة لنهر الفرات في بلدة محكان بريف دير الزور الشرقي.
وفي حادثة أخرى، قُتل الشاب علي الحجو قنصًا برصاص “قسد” بالقرب من طريق M4 شمال الرقة، حيث تنتشر نقاط تفتيش تابعة للقوات.
إلى ذلك، تعرضت منازل المدنيين في منطقة الطويل القريبة من قرية ساكيرو على طريق حلب الدولي بريف الرقة الشمالي لقصف من قوات الدفاع الذاتي، ما أدى إلى إصابة طفل وامرأة مسنة بجروح متفاوتة.
انفجارات الألغام تحصد المزيد من الأرواح
في حادثة أخرى، لقي الشاب خليل كرنوص العكش مصرعه جراء انفجار لغم أرضي أثناء جمعه الكمأة في بادية هريبشة جنوبي دير الزور.
كما أُصيب أربعة أشخاص آخرين في المنطقة نفسها نتيجة انفجار لغم آخر أثناء البحث عن الكمأة، حيث تم نقلهم إلى مشفى النور في مدينة دير الزور. والمصابون هم:
- عبد الحميد أحمد
- سليمان الفياض
- خالد عبد الناصر سليمان
- شخص من بلدة مراط لم تُعرف هويته بعد.
مخلفات الحرب.. خطر دائم يهدد المدنيين
لا تزال مخلفات الحرب تشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين في دير الزور والرقة، حيث تتكرر الحوادث الناجمة عن انفجار الألغام والعبوات الناسفة المزروعة في الطرقات وبين المنازل.
وأمس، لقي طفلان مصرعهما جراء انفجار جسم من مخلفات الحرب في بلدة حمار العلي بريف دير الزور الغربي، ما يسلط الضوء على استمرار الخطر الذي تسببه هذه الذخائر غير المنفجرة.
قبل يومين فقط، قُتل وأُصيب 13 شخصًا، معظمهم من الأطفال، نتيجة انفجارات لمخلفات الحرب في مناطق متفرقة من الرقة ودير الزور، في ظل غياب أي جهود حقيقية لإزالة هذه الألغام أو التوعية بمخاطرها.
مطالبات محلية بإنهاء العنف وإزالة الألغام
تشهد محافظتا دير الزور والرقة سقوط ضحايا بشكل شبه يومي بسبب استمرار العمليات العسكرية، سواء من قبل “قسد”، أو قوات النظام السوري، أو الميليشيات الإيرانية، أو حتى بقايا تنظيم “داعش”.
وفي ظل هذه الأوضاع، تواصل قوات سوريا الديمقراطية استهداف المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري، وسط مطالبات شعبية وأهلية متزايدة بخروجها من شرقي البلاد وإنهاء وجودها العسكري هناك.
الدفاع المدني يحذر من خطر الألغام
بالتزامن مع ارتفاع عدد الضحايا، جدّد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) تحذيراته من خطر الألغام التي خلفتها أطراف النزاع، مشددًا على ضرورة توخي الحذر واتخاذ التدابير اللازمة للحد من الخسائر البشرية.
وأكدت فرق الدفاع المدني أن هذه المتفجرات لا تزال مزروعة في الطرقات، وبين أنقاض المنازل، ما يجعل التنقل في بعض المناطق محفوفًا بالمخاطر، لا سيما للأطفال والمزارعين والأشخاص الذين يبحثون عن الكمأة في المناطق الصحراوية.
خاتمة
في ظل تصاعد العنف المستمر والانفجارات الناتجة عن مخلفات الحرب، يواجه سكان دير الزور والرقة مستقبلًا مجهولًا ومليئًا بالمخاطر. ومع غياب أي حلول جذرية لهذه الأوضاع، تبقى حياة المدنيين رهينة للصراعات القائمة، مما يستدعي تدخلاً دوليًا وعملًا جادًا لإزالة هذه المخاطر وتوفير بيئة أكثر أمانًا للسكان.