أخبار دوليةأخبار سياسية

تركيا تؤكد دعمها الكامل لسوريا وسط تطورات الساحل السوري

تركيا تؤكد دعمها الكامل لسوريا وسط تطورات الساحل السوري

في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شهدتها محافظتا اللاذقية وطرطوس، أكدت وزارة الخارجية التركية على موقفها الثابت في دعم سوريا، حكومةً وشعبًا، ضد أي تهديدات أو أعمال تضر بالسوريين. وتأتي هذه التصريحات بعد تصاعد التوترات في الساحل السوري نتيجة للهجمات التي نفذتها مجموعات مسلحة ضد مواقع قوات الأمن السوري.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيتشلي، عبر حسابه على منصة (X) إن تركيا تعمل بشكل مكثف لضمان استقرار وأمن سوريا في هذه المرحلة الحرجة. وأضاف أن الهجمات التي استهدفت قوات الأمن في اللاذقية وطرطوس، بالإضافة إلى التصعيد العام في المنطقة، قد تقوض الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتضامن بين السوريين. وأوضح كيتشلي أن مثل هذه الاستفزازات لن تؤدي إلا إلى تهديد الأمن والسلام في سوريا والمنطقة بشكل عام.

وشدد على أن تركيا تظل ثابتة في دعمها المستمر للحق السوري في العيش بسلام وازدهار، معلنًا أن أي عمل يستهدف هذا الهدف لن يكون مقبولًا. وأشار إلى أن العلاقات التركية السورية ستظل متينة بما يضمن المصلحة المشتركة في تأمين الاستقرار الإقليمي. تركيا، بحسب كيتشلي، لا يمكن أن تقف مكتوفة اليدين تجاه أي تهديدات تمس أمن سوريا أو شعبها.

الكرملين يتجنب التعليق على الهجمات في الساحل السوري

من جهتها، نقلت وسائل الإعلام الروسية تصريحات الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الذي رفض التعليق بشكل مفصل على الهجمات التي وقعت في الساحل السوري، مشيرًا إلى أن الكرملين غير مطلع على تفاصيل العملية. بيسكوف أضاف أن الأمن اللازم للجنود الروس في سوريا مضمون على أعلى مستوى، وهو ما يشير إلى استمرار دعم موسكو للنظام السوري في إطار التعاون العسكري بين البلدين.

ورغم ذلك، أبقى بيسكوف تعليقاته عامة، مؤكداً أن الكرملين يفضل عدم التدخل في تفاصيل الهجمات التي جرت في اللاذقية وطرطوس. موقف روسيا يأتي في وقت حساس، حيث يتزايد القلق بشأن تصاعد العنف في المناطق الساحلية من سوريا، التي تشهد نزاعات مسلحة بين القوات الحكومية والمجموعات المعارضة.

السعودية تدين الهجمات المسلحة في سوريا

في نفس السياق، عبرت المملكة العربية السعودية عن إدانتها الشديدة للهجمات التي استهدفت قوات الأمن السوري في اللاذقية وطرطوس، مشيرة إلى أن المملكة تقف إلى جانب الحكومة السورية في جهودها لحفظ الأمن والاستقرار. وقد جاء هذا الموقف في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السعودية، التي أكدت دعمها الكامل للمساعي الحكومية السورية للحفاظ على السلم الأهلي وأمن المواطنين.

وأضاف البيان أن السعودية ترفض أي أعمال خارجة عن القانون في سوريا، معربة عن تضامنها مع الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة. وفي الوقت الذي يعبر فيه بعض اللاعبين الإقليميين عن مواقف متفاوتة، تبقى السعودية على موقف ثابت في دعم الحكومة السورية في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها.

تفاصيل الهجمات في الساحل السوري

أما على الأرض، فقد شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس، الخميس الماضي، هجومًا منظمًا شنته مجموعات مسلحة من فلول نظام الأسد المخلوع. الهجمات استهدفت بشكل رئيسي مواقع قوات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية، بالإضافة إلى تشكيلات عسكرية تابعة لوزارة الدفاع المدني. الهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من العناصر الأمنية والعسكرية، ما أدى إلى حالة من الاستنفار في صفوف القوات الحكومية.

المجموعات المسلحة تمكنت من السيطرة على عدة مناطق في أرياف اللاذقية وطرطوس، وتمكنت من تصفية ميدانية لعدد من عناصر جهاز الأمن الداخلي في المنطقة. هذا التصعيد يعكس ضعف السيطرة الأمنية في بعض المناطق التي كان يعتقد أنها تحت سيطرة الحكومة السورية بالكامل.

الاستجابة العسكرية السورية

ردًا على هذه الهجمات، دفعت وزارة الدفاع السورية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة الساحل، حيث تمكنت القوات الحكومية من استعادة السيطرة على عدد من المواقع التي كانت قد سقطت في يد المجموعات المسلحة. شنت القوات السورية هجومًا عسكريًا واسعًا استهدف مناطق مثل حي “الدعتور” في اللاذقية، بالإضافة إلى أحياء مدينة بانياس في ريف طرطوس.

كما شنت القوات السورية هجومًا عسكريًا واسعًا في مدينة جبلة وأريافها، في خطوة تهدف إلى تطهير المدينة من المجموعات المسلحة المتحصنة هناك. هذا الهجوم هو الأعنف من نوعه في المنطقة منذ فترة، حيث تم استخدام جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بهدف تأمين المنطقة ومنع تصاعد العنف.

خاتمة

تظل الأوضاع في الساحل السوري متوترة، في ظل استمرار الهجمات المسلحة من قبل مجموعات خارجة عن القانون. بينما تؤكد تركيا على موقفها الثابت في دعم سوريا، تظل روسيا متحفظة في تعليقها على التطورات في المنطقة. من جهة أخرى، تواصل السعودية دعمها للجهود السورية في حفظ الأمن والاستقرار، وسط تصاعد التحديات الأمنية التي تواجهها الحكومة السورية في المناطق الساحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى