موقف محرج لنتنياهو في المحكمة

موقف محرج لنتنياهو في المحكمة: تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموقف محرج خلال جلسة محاكمته، اليوم الأربعاء، في المحكمة المركزية في تل أبيب، حيث يواجه سلسلة من تهم الفساد التي أثارت جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها.

نتنياهو يصرخ في المحكمة

شهدت جلسة المحاكمة توتراً ملحوظاً عندما صرخ نتنياهو في وجه القضاة قائلاً: “أريد الدفاع عن نفسي، لقد حولتم حياتي إلى جحيم”، ما دفع القاضي المسؤول عن الجلسة إلى مطالبته بخفض صوته فوراً. جاء هذا الموقف في إطار مثول نتنياهو للمرة السابعة عشرة أمام المحكمة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ضمن جدول محاكمات يشمل 24 جلسة، مما يعني أنه لا تزال هناك سبع جلسات قادمة.

وتنعقد المحكمة المركزية في تل أبيب بمعدل جلستين أسبوعياً، حيث يتم خلالها الاستماع إلى ردود نتنياهو ومحاميه على التهم الموجهة إليه، في وقت تشهد فيه الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية اهتماماً بالغاً بتطورات القضية.

التهم الموجهة إلى نتنياهو

تعود الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو إلى عام 2019، عندما قدّم المستشار القضائي الإسرائيلي السابق للحكومة، أفيخاي مندلبليت، لائحة اتهام ضده، تضمنت ثلاث قضايا معروفة إعلامياً باسم “الملف 1000″ و”الملف 2000″ و”الملف 4000”:

• الملف 1000: يتعلق بحصول نتنياهو وعائلته على هدايا فاخرة، مثل السيجار والمجوهرات وزجاجات الشمبانيا، من رجال أعمال أثرياء، مقابل منحهم تسهيلات ومساعدات في مجالات مختلفة.
• الملف 2000: يواجه فيه نتنياهو اتهاماً بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت”، لضمان تغطية إعلامية إيجابية له مقابل اتخاذ إجراءات تحد من نفوذ صحيفة منافسة.
• الملف 4000: يرتبط بتقديم تسهيلات حكومية لصالح شاؤول إلوفيتش، المالك السابق لموقع “واللا” الإخباري وشركة “بيزك” للاتصالات، مقابل نشر محتوى إعلامي داعم لنتنياهو وزوجته.

تصاعد التوتر داخل قاعة المحكمة

أثناء الجلسة، لم يتمكن نتنياهو من إخفاء غضبه، حيث طرق بيده على المنصة وقال بصوت مرتفع: “سنوات وأنا أتعرض للأكاذيب والافتراءات، ومن حقي الدفاع عن نفسي أمام هذا الهجوم المستمر”. ورغم محاولاته لعرض وجهة نظره، قاطعه القاضي بحزم مطالباً إياه بضبط أعصابه وخفض صوته.

هذا الموقف أضفى مزيداً من التوتر على الأجواء، خاصة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية كانت تتابع الجلسة عن كثب، وتنقل كل تفاصيلها إلى الرأي العام.

استمرار الجلسات والمحاكمة

مع استمرار المحاكمة بمعدل جلستين أسبوعياً، ينتظر أن تشهد الجلسات المقبلة المزيد من الجدل القانوني والسياسي، لا سيما أن القضية لا تتعلق فقط بالاتهامات الموجهة إلى نتنياهو، بل تمتد إلى تأثيرها على المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث يرى البعض أن هذه المحاكمة قد تؤثر على مستقبله السياسي.