أخبار دولية

مؤثرتان تحرضان على الكراهية في سوريا عبر “تيك توك” والبرلمان الهولندي يتحرك

مؤثرتان تحرضان على الكراهية في سوريا 

في تطور مثير للجدل، أثار مقطع فيديو تم نشره على منصة “تيك توك” موجة من الاستنكار في هولندا وسوريا على حد سواء. الفيديو يظهر مؤثرتين سوريتين مقيمتين في هولندا، وهما تدعوان علنًا إلى تحريض على العنف والكراهية ضد فئات من الشعب السوري. هذا التحريض الذي ظهر بشكل واضح من خلال دعوتهم لرمي جثث الأشخاص الذين قضوا في العمليات العسكرية الأخيرة في الساحل السوري إما في البحر أو على الجبال، أثار غضب الكثيرين داخل وخارج سوريا.

محتوى الفيديو وأصداؤه

في الفيديو الأول، ظهرت ناشطة سورية تُدعى “أسيل” في فيديو تحث فيه على رمي جثث العلويين الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية الأخيرة في البحر. بينما نشرت الناشطة الثانية، “قمر”، فيديو آخر تدعو فيه إلى رمي الجثث على الجبال لإطعام الكلاب. وعبر منصات التواصل الاجتماعي، مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، انتشرت هذه الفيديوهات بسرعة كبيرة، مما جعلها تصل إلى عدد هائل من المتابعين، ليصل بعضها إلى أكثر من 2.6 مليون مشاهدة.

ردود الفعل في هولندا

أثار الفيديو ردود فعل غاضبة في هولندا، خاصةً من السوريين المقيمين هناك. وأعرب العديد من الأشخاص عن قلقهم من أن هذا النوع من التحريض قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات الطائفية في المجتمعات السورية في الخارج. إذ يعيش في هولندا أكثر من 150 ألف سوري، ويخشى البعض من أن الانتشار الواسع لهذه الأفكار قد يؤدي إلى تقسيم المجتمع السوري وزيادة التوترات الطائفية.

التحقيقات في هولندا

في ضوء هذا التطور، بدأت السلطات الهولندية تحقيقات في هذه الفيديوهات بتهمة “التحريض على العنف” و”خطاب الكراهية”. وقال متحدث باسم الشرطة الهولندية إنهم يتابعون القضية عن كثب مع المحللين المتخصصين. وأكدت الشرطة أنها ستتعامل مع هذا الموضوع بجدية.

التدخل البرلماني

وصل الأمر إلى البرلمان الهولندي، حيث وصف العديد من السياسيين ما تم نشره بأنه “خطاب كراهية” قد يؤدي إلى العنف. زعيم حزب “عقد اجتماعي جديد” بيتر أومتزيخت أعلن أنه يعتزم تقديم بلاغ ضد الناشطتين، مطالبًا بالتحقيق العميق في القضية ومعاقبتهما إذا ثبت تورطهما في التحريض على العنف. كما أعرب عن قلقه من تأثير هذه الفيديوهات على المجتمع الهولندي بشكل عام.

وفي ذات السياق، رفضت وزيرة العدل والأمن الهولندية، إينغرد كوينرادي، التعليق على الحادثة، مما أثار مزيدًا من الجدل حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات في المستقبل.

إدانة أوسع

إلى جانب التصريحات السياسية، أثار الفيديو أيضًا إدانات واسعة من قبل بعض السوريين الذين يعيشون في هولندا. “رائد بكو”، أحد هؤلاء السوريين، أعرب عن قلقه من أن مثل هذه الفيديوهات تعزز الانقسام بين السوريين في الخارج، مؤكداً على أهمية الوحدة والتنوع في المجتمع الهولندي.

من جانب آخر، أعرب العديد من السوريين في هولندا عن استيائهم من هذه التصرفات، مشيرين إلى ضرورة أن يكون السوريون في الخارج قدوة لمجتمعهم المحلي في سوريا، بدلاً من نشر الكراهية والانقسامات.

الخوف من التصعيد

هذه الحادثة تثير القلق من انتقال الصراع الطائفي في سوريا إلى هولندا. يعتقد البعض أن هذا النوع من الخطاب قد يؤدي إلى زيادة في الاحتقان والتوتر بين السوريين المقيمين في هولندا، مما قد يتسبب في أعمال عنف داخل المجتمع.

خاتمة

في نهاية المطاف، تظل هذه الحادثة تذكرة بأن خطابات الكراهية والتحريض على العنف لا تقتصر على الجبهات الحربية في سوريا فقط، بل قد تؤثر أيضًا على المجتمعات المغتربة في دول أخرى. من المهم أن تستمر السلطات في التصدي لمثل هذه السلوكيات وعدم السماح لها بالانتشار بأي شكل من الأشكال، حفاظًا على القيم الإنسانية والمجتمعية.

إقراء ايضا:

وفد طبي من إدلب إلى الساحل السوري لدعم المستشفيات بعد الهجمات

إدارة ترامب وعقد صفقات تجارية مع الحكومة السورية: ما الذي حدث؟

اتفاق دبلوماسي بين كوريا الجنوبية وسوريا

اتفاق قسد مع الحكومة السورية بوساطة أميركية.. والبنتاغون يضع خططاً للانسحاب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى