أخبار محلية

حفّار القبور يكشف هويته وشهادته الصادمة: قصة جرائم النظام السوري

حفّار القبور يكشف هويته وشهادته الصادمة: في شهادةٍ مرعبة، يكشف “حفّار القبور” عن تفاصيل مأساوية كانت تُخبّأ لسنوات، حيث يروي مشاهد صادمة تتعلق بالمقابر الجماعية التي شارك في حفرها ودفن ضحاياها الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري. في هذه الشهادة الخاصة، يفضح “حفّار القبور” بشجاعة الأهوال التي عاشها، ويتحدث عن لحظات لن تمحى من ذاكرته، مثل جثث الرضع والأطفال الذين قضوا في ظروف غير إنسانية. هذه الشهادات هي جزء من محاولاته لكشف الجرائم التي ارتكبها النظام السوري أمام العالم.

البداية: من موظف بلدية إلى حفّار قبور
كان محمد عفيف نايفة، المعروف بلقب “حفّار القبور”، موظفًا إداريًا في بلدية دمشق قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011. إلا أن حياته انقلبت رأسًا على عقب عندما أُجبر من قبل ضباط أمنيين على الانضمام إلى فريق حكومي خاص لدفن جثث ضحايا النظام. كانت هذه أولى الخطوات التي قادته إلى الانخراط في العمليات الوحشية التي شملت دفن مئات الجثث في مقابر جماعية على مدار سنوات.

مشاهد صادمة من المقابر الجماعية
في شهادته المروعة، يستعرض نايفة العديد من الحوادث المأساوية التي شهدها أثناء عمله، قائلاً: “في أحد الأيام، فتح الضابط كيسًا كانت فيه جثة امرأة تحتضن رضيعها، وقد فارقا الحياة معًا. كانت آثار التعذيب واضحة على جسدها. هذا المشهد لا يفارق ذاكرتي”. كما يذكر حادثة أخرى تمثلت في حمله لجثة طفل كان موضوعًا في كرتونة، ليكتشف أنه كانت قد دُست جمجمته بحذاء عسكري.

كانت معظم الجثث التي نقلها نايفة وأفراد فرقته في شاحنات مبرّدة، وقد تعرضت للتعفن والتشويه نتيجة تعذيب المعتقلين. كان يتم التعامل مع الجثث على أنها أرقام ورموز دون احترام لكرامة الضحايا، وفي غالبية الحالات كانت الجثث تحمل آثار التعذيب الوحشي.

صراعات نفسية وتهديدات أمنية
لم تكن المشاهد الصادمة فقط هي ما أثقل كاهل “حفّار القبور”، بل كانت الضغوط النفسية أيضًا من أكبر التحديات التي واجهها. فكلما أصر على أداء عمله، كان يشهد عمليات قتل وتعذيب لا يمكن تصورها. وتحدث عن الحوادث المروعة التي جرت تحت تهديد السلاح، مؤكداً أن أي محاولة لرفض الأوامر كان يتم الرد عليها بالقوة. في إحدى الحوادث، ذكر أن ضابطًا طلب من سائق جرافة أن يدوس على أحد الضحايا الذي كان لا يزال على قيد الحياة، ليُكمل سائق الجرافة مهمته بكل وحشية.

مساهماته في محاكمة النظام
لم يكتفِ نايفة بمشاركة شهادته في الإعلام، بل ساهم أيضًا في تقديم أدلة أمام محكمة كوبلنز الألمانية، والتي نظرت في جرائم ضد الإنسانية ارتكبها ضباط من النظام السوري. كما أدلى بشهادته أمام الكونغرس الأميركي في 2022، حيث تحدث عن وصول شاحنات محمّلة بالعشرات من الجثث يوميًا، وكان أغلب الضحايا من المدنيين الذين قُتلوا في سجون النظام السوري.

الضغط الدولي ودعوة للمحاسبة
ساهمت شهادات “حفّار القبور” في كشف ممارسات النظام السوري الوحشية أمام المجتمع الدولي، وكان له دور بارز في إصدار قانون “قيصر” الذي فرض عقوبات على النظام. كما دعا نايفة إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن الشعب السوري الذي يعاني منذ سقوط النظام المخلوع، مطالبًا بضرورة التركيز على محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم.

خاتمة:
لا تزال شهادة “حفّار القبور” تسلط الضوء على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري في حق شعبه. ما زال ملف المقابر الجماعية يشكل تحديًا قانونيًا وإنسانيًا، ويحتاج إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. كما تظل الحقيقة بحاجة إلى من يسردها ويوثقها لضمان العدالة للشعب السوري الذي عانى الكثير من ويلات الحرب والديكتاتورية.

إقراء ايضا:

الشرع يحث رجال الأعمال السوريين في الإمارات: ابدأوا البناء ولا تنتظروا المساعدات

الشرع يشكر قطر: لن ننسى دعمها الصادق للسوريين

وزير التجارة التركي في دمشق لتعزيز التعاون الاقتصادي ومناقشة مشاريع إعادة الإعمار

إحالة عسكريين للقضاء في طرطوس بعد انتهاك حرمة مقام ديني

نقابة الفنانين السورية تدعو لإجراءات عاجلة في العدالة الانتقالية لضمان السلم الأهلي

الإدارة الذاتية: تقدّم في الحوار الكردي وانتقادات حادّة للحكومة السورية الجديدة

الشرع يشكر قطر: لن ننسى دعمها الصادق للسوريين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى